ويرتبط هذا في أذهان الكثير من الناس بحقيقة أن الحب والكراهية ينبعان من القلب. فتقول: “كان قلبي مرتاحاً مع هذا الشخص، لكن قلبي لم يكن مرتاحاً مع هذا الشخص الآخر”، وقد تتفاجأ عندما تعلم أن القلب لا علاقة له بمشاعر الحب والكراهية، فهو مجرد مشاعر. العضلة المسؤولة عن ضخ الدم وأن الدماغ هو المسؤول الأول عن هذه المشاعر. يقول العلماء أنه عندما يقع نظرك على مراقبة شخص ما لمدة دقيقة ونصف، فإن عقلك يبدأ لا إرادياً في تصنيف ذلك الشخص أو قبوله. أو برفضهم. قبول الشخص موضع ترحيب وعدم قبوله لا يسبب مشاعر الكراهية تجاهه. بل عامله بأحسن الأخلاق وأحسن المعاملة، عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “”أحب الناس إلي وأقربهم مني”.” إن لقاء يوم القيامة لأحسن بينكم أخلاقًا.” وفي هذا المقال نجيب على سؤال: “كيف أتغلب على من يكرهني” ولكن بحسن المعاملة.

ما هي العلامات التي تدل على كراهية الشخص لشخص آخر؟

قبل أن نجيب على سؤال: “كيف أتغلب على من يكرهني”، السؤال الذي يسبقه هو: “ما هي علامات كراهية شخص ما للشخص الآخر؟”

  • الشخص الذي لا يحبك لا يستطيع أن يقابل نظراتك. يبتعد عنك دائمًا ويدير وجهه عنك، وعندما تتم المواجهة بالنظرات تكون نظراته مليئة بالكراهية والشراسة، بالإضافة إلى الإهانة.
  • الحوار معه ليس ممتعاً، فالإجابات قصيرة جداً وجافة.
  • لا يحاول أن يبتسم لك، وعندما يبتسم تكون ابتسامته مزيفة وصفراء.
  • يحتقر إنجازاتك، ولا يكتفي بنجاحك، ويحاول دائمًا، بالإضافة إلى طبيعته الجارحة، أن يجعلك تشعر بعدم أهميتك وتفاهة أفعالك.
  • التواضع والغطرسة تجاهك.
  • النقد المستمر الضار يهدف إلى تدميرك، وليس تصحيح أخطائك.

كيف أتغلب على شخص يكرهني؟

بعد التعرف على علامات الكراهية، يطرح السؤال في ذهنك: كيف يمكنني هزيمة شخص يكرهني؟ عزيزي القارئ يمكننا أن نطرح السؤال بطريقة أخرى لأن هذه العبارة تثير فيك مشاعر الكراهية وتملأ قلبك بالغضب والانفعال عندما تقرأها بهذه الطريقة. يمكننا أن نقول: كيف أتعامل مع كل شخص يؤذيني ويضعني تحت ضغط نفسي؟ أولا عليك أن تعلم أنك لا تستطيع تغيير الأشخاص من حولك ولا تستطيع أن تجبرهم على حبك لأن مكانتك بين الناس عالية. فالله عز وجل هو من يضعها وصورتك في أذهان الناس. والله تعالى هو الذي يرسمها. ولكن يمكنك تغيير نفسك باتباع الخطوات التالية:

1- الاجتناب

  • أحد أفضل الحلول هو تجنب الأشخاص الذين يزعجونك والابتعاد عنهم. ويمكنك تجنب أماكن تواجدهم من خلال عدم الذهاب إلى هذه الأماكن أو تجنب الاتصال المباشر معهم. كالابتعاد عن المواقف التي تجمعكما.

2- التغيير

  • قد لا تتمكن من تطبيق الخطوة السابقة إذا كان الشخص مقرباً منك ولا تستطيع تجنبه، فتلجأ إلى التغيير.
  • قم بتغيير الطريقة التي تعاملهم بها وابحث عن الأسباب التي تجعلهم يتصرفون بهذه الطريقة تجاهك. يمكن أن تكون الطريقة التي يتحدثون بها وقحة وقاسية وغير ودية.
  • وقد يخاف الناس أيضًا من عرض أفكارهم عليك خوفًا من التعرض للسخرية والسخرية بشكل مستمر.
  • ربما تكون متوتراً ولا يستطيع أحد التحدث معك خوفاً من أن تغضب وترتفع صوتك. لذلك قم بتغيير رد فعلك تجاه الآخرين.

3- القبول

  • إذا كنت لا تستطيع تجنب هؤلاء الأشخاص ولا يوجد فيك ما يتطلب منك التغيير، فعليك أن تتقبل هؤلاء الأشخاص وطبيعتهم وتتقبل أن هناك أشخاص يستمتعون بإيذاء الناس، وأنه اضطراب نفسي ويحتاجون إلى علاج نفسي. .
  • وهناك أيضًا أشخاص اعتادوا على إيذاء الآخرين لأنهم نشأوا في بيئة معادية، وبالتالي يعتقدون أن هذه هي الطريقة الطبيعية في التعامل مع الآخرين.
  • وربما يؤذيك بعض الأشخاص دون قصد. ربما لا يعلم أن هذا المقلب سيسبب لك ضرراً نفسياً، لذا عليك أن تتقبل طبيعة الناس وتتسامح معهم وتجد لهم الأعذار.

4- التماسك والثقة بالنفس

  • عندما يكون معظم الناس قساة معك، فإنهم يتوقعون رد فعل منك. عندما يقول لك شخص كلمة جارحة فإنه ينتظر رد الفعل، وهذا يجعلك في حالة من الدفاع عن النفس، وهنا يتحقق انتصار ذلك الشخص.
  • من ناحية أخرى، إذا تصرفت بثقة وابتسمت في وجهه، فإن الشخص الذي يهاجمك سيصبح عصبياً ومرتبكاً.
  • وكما يقول علماء النفس، فإن الإحراج اللطيف أكثر فعالية من التعذيب العنيف.

5- احمي نفسك

  • هذا يغير نظرتك للناس. إذا نظرت إلى هؤلاء الأشخاص بعين العطف بسبب سلوكهم ولأنهم مرضى نفسيين ويحتاجون إلى جلسات علاج نفسي. فاحمد الله أنك لست مثلهم، وأنك تمتلك قلباً نقياً لا يؤذي الآخرين، ولا يحقد عليهم، أو يرغب في إيذاء الآخرين.

ما هي الأسباب التي تجعل الناس يكرهون بعضهم البعض دون أي سبب منطقي؟

الآن بعد أن عرفنا الإجابة الصحيحة على سؤال “كيف أتغلب على شخص يكرهني؟”، ربما تتساءل لماذا يكرهك شخص ما. على سبيل المثال:

  • إذا كنت تريد أن تأخذ مكانه عند انضمامك إلى شركة جديدة، فقد يخشى زميلك أن تأخذ مكانه وتتفوق عليه.
  • وينطبق الشيء نفسه عند الانضمام إلى دائرة جديدة من الأصدقاء.
  • حتى يتمكنوا من النجاح في القيام بالأشياء التي فشلوا فيها. ربما حاول شخص ما وبذل جهدًا متكررًا لإنجاح مشروع ما ولكنه فشل، وفجأة فعلت ذلك.
  • عندما يرى الناس أنك مختلف عنهم، فإنهم ينجذبون بشكل طبيعي نحو أولئك الذين يشبهونهم. إذا وجدوا شخصًا يبدو مختلفًا عنهم أو يتحدث إليهم، فقد لا يكون هذا الشخص محبوبًا من قبل من حولهم.

هل أنت كاره؟

قد تكون الكاره. قد تفكر بشكل سيء في الآخرين وتفسر دائمًا تصرفاتهم على أنها سلبية، مما يدفعك إلى كرههم على الرغم من أنهم لا يشعرون بهذه الطريقة. إذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين يحملون الكراهية للآخرين، فعليك التخلص منها. ويقول علماء النفس أن الحب هو مؤشر على الصحة النفسية. كل من لا يجيد الحب فهو شخص مضطرب نفسياً، لأن مشاعر الكراهية هي من المشاعر الثقيلة التي يحملها الإنسان في صدره. يُعرِّف علماء النفس الكراهية بأنها الاشمئزاز من وجود ذلك الشخص في الحياة ضد إرادته. وهي من المشاعر السامة لقلب الإنسان، والتي تزداد مع مرور الوقت وتدفع الإنسان إلى إيذاء الشخص الذي يكرهه. ويصبح الشخص الفاسد قادراً على أن يفرح بمن يكره حتى في أصعب المواقف وأكثرها إحراجاً. عدا عن إيذاء الشخص الذي يكره بأبشع الكلمات وأقسى العبارات وإهانته أمام الجميع فقط لينتصر لنفسه ويشبع مشاعر الكراهية بداخله.

تأثير مشاعر الكراهية على الكاره

ثم إن الشخص الذي يحمل مشاعر الكراهية لا يؤذي من حوله فقط، بل هو نفسه يسبب معظم الضرر. لأنه يحبسه في سجن الآخرين، حيث يفكر فيهم باستمرار، ويصبح حزيناً ومكسور القلب ومكتئباً عندما يرى شخصاً يكرهه ينجح في حياته. ولهذا السبب عليك أن تتعامل مع هذه المشاعر السيئة بتسامح، وبالدرجة الأولى لنفسك، حتى لا تبقى في هذا السجن وتحمل هذا العبء.

وأخيرًا، افتحوا قلوبكم للحب، ذلك الشعاع السماوي الذي هو المصدر الأساسي للوجود. إنه أفضل سلاح يحميك من عادات العصر. وهي فضيلة تغذيك بالتفاؤل وتشجعك على العطاء والتعاون بين الناس.