في حين يعتقد الكثير من الناس أن الثقة مرتبطة ببرجهم أو شخصيتهم وأنه شيء لا يمكن تغييره، إلا أن هذا ليس هو الحال في الواقع. الثقة لا ترتبط بعلامات الأبراج أو حتى الشخصية، بل تأتي من المواقف الاجتماعية التي يتعرض لها المرء طوال حياته. بشكل عام، يمكن أن تؤثر ثقتك بنفسك على العديد من جوانب حياتك، بدءًا من حياتك المهنية وحتى حياتك الزوجية. تابع قراءة السطور التالية التي سنتحدث فيها عن أبرز وأهم الجوانب السلبية لانعدام الثقة بالنفس.

السلبيات: عدم الثقة بالنفس

إذا كنت تعتقد أن الثقة لا تؤثر على جوانب حياتك بشكل عام، فأنت بحاجة إلى تغيير هذا الاعتقاد. وذلك لأن ثقتك بنفسك تخبر الآخرين عنك كثيرًا ولها تأثير قوي على حياتك المستقبلية والحالية. تابع قراءة السطور التالية لتتعرف على أبرز وأهم الجوانب السلبية لانعدام الثقة بالنفس.

1- الشعور بالقلق أو الإحباط

أثبتت العديد من التجارب الاجتماعية التي أجريت على الأشخاص ذوي الثقة المنخفضة بالنفس أنهم يشعرون بالقلق والإحباط بشكل مستمر. وقد أظهرت هذه الدراسات أن هذه النتيجة لا مفر منها، لأنك إذا كنت لا تحب الشخص الوحيد الذي تعيش معه كل يوم، وهو نفسك، فكيف يمكنك أن تعيش دون خوف أو تشاؤم؟ بالإضافة إلى ذلك، أظهرت هذه الدراسات أن الشخص الذي لا يتمتع بثقة عالية بالنفس قد يكون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من الشخص الذي يتمتع بثقة عالية بالنفس.

2- حاسب نفسك بشدة

إذا كنت تتحدث عن الثقة بالنفس من وجهة نظر فلسفية، فإن الأشخاص الذين لا يتمتعون بثقة كبيرة يلومون أنفسهم باستمرار. كما أنك تتحمل مسؤولية صارمة للغاية تجاه نفسك، وبينما قد يبدو هذا أمرًا طبيعيًا بالنسبة لك في البداية، إلا أن الاستمرار في هذه السلوكيات قد يولد كراهية الذات في المستقبل ويؤدي إلى العزلة الاجتماعية أو الاكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لا يتمتعون بثقة كبيرة بالنفس يميلون إلى لوم أنفسهم على أخطاء لم يرتكبوها من الأساس. ولذلك فإن الشخص الذي لا يتمتع بثقة عالية بالنفس غالباً ما يفشل في بناء العلاقات أو يخلق علاقات سامة.

3- انتهاء مرحلة النضج العاطفي والاجتماعي

إذا كان الشخص يتمتع بمستوى منخفض من الثقة بالنفس، فلن يتمكن من النمو والتطور على المستوى العاطفي والاجتماعي. وذلك لأنه لن يتعلم أن يغفر لنفسه ولن يتعلم التعايش مع الأخطاء التي قد يرتكبها هو أو أي شخص مقرب منه. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت بعض الدراسات الاجتماعية التي أجريت على الأشخاص الذين لا يتمتعون بثقة كبيرة بالنفس، أنهم غير قادرين على التطور على المستوى الاجتماعي. وذلك لأنهم يعتقدون أنهم أشخاص سيئون وبالتالي يعتقدون أن الارتباط بشخص ما لن يؤدي إلا إلى جلب المشاكل لهم.

4- عدم القدرة على قبول المجاملات

ومن ناحية أخرى، أثبتت التجارب الاجتماعية والفلسفية أن الأشخاص الذين لا يتمتعون بثقة عالية بالنفس، لا يستطيعون قبول المجاملات. وذلك لأنهم يعتقدون أنهم أشخاص سيئون أو أنهم غير قادرين على قبول الثناء من الآخرين. وبشكل عام إذا كان الإنسان يكره نفسه فكيف يصدق أن غيره سيحبه؟ لهذا السبب، يميل الشخص ذو الثقة المنخفضة بالنفس إلى رفض المجاملات، بل ويعتقد أحيانًا أنها تُمنح فقط من باب الراحة.

5- الشعور الدائم بالتردد

سبق أن ذكرنا لك في الفقرات السابقة أن الشخص الذي لا يتمتع بمستوى عالٍ من الثقة بالنفس يكون خائفاً جداً من ارتكاب الأخطاء. وذلك لأنه يحاسب نفسه محاسبة صارمة، أي أنه يخاف من ارتكاب الأخطاء خوفاً من محاسبة نفسه في المستقبل. بشكل عام، الخوف من ارتكاب بعض الأخطاء يمكن أن يكون أمرًا جيدًا، ولكن ليس كل الأخطاء. فبدون الأخطاء لا يمكن أن تتطور وتنمو، خاصة على المستوى النفسي والعاطفي والاجتماعي. بدون هذه الأخطاء، لن تتمكن من التعرف على نفسك بشكل أفضل.

ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء الأشخاص غير قادرين على اتخاذ القرارات بسبب الخوف الكبير من ارتكاب الأخطاء، حتى ولو كانت صغيرة. ونعني بالقرارات هنا ليس فقط القرارات الحاسمة أو المهمة، بل معظم القرارات الأخرى. على سبيل المثال، قد يخجل الشخص الذي لا يشعر بالأمان من الذهاب في رحلة مع أصدقائه. وذلك خوفاً من الانتقادات التي قد يتلقاها منهم، أو خوفاً من الأخطاء التي قد يرتكبها في هذه الرحلة.

6- التقليل من الرضا عن النفس

ومن المعروف أن الإنسان الذي يريد اتخاذ القرار يستشير الأشخاص المحيطين به أولاً، لكنه دائماً يعود إلى نفسه ويمثل رأيهم. وذلك لأنك أول من يعرف شؤونك وبالتالي لا يستطيع أي شخص أو شخص خارجي اتخاذ القرار الصحيح نيابة عنك. وهذا لا يعني أن رأيهم لا يهم، بل أن رأيك بشكل عام يهم أكثر.

لكن الأشخاص الذين ليس لديهم ثقة كبيرة بأنفسهم لا يمكنهم الوثوق بالقرارات التي يتخذونها. أي أنهم سينفذون القرارات التي أوصت بها أطراف خارجية بدلاً من اتباع رأيهم الخاص. بمعنى آخر، إذا كان الشخص لا يثق بنفسه كثيرًا، فلن يثق في القرارات التي يتخذها. وكما قلنا لك في الفقرة السابقة فإنه سيبقى في حالة دائمة من التردد والخوف من ارتكاب الأخطاء.

7- إهمال النفس

يقال في الفلسفة أن الإنسان لا يهتم إلا بالأشياء التي يحبها أو التي تعود عليه بالنفع. إذا لم يكن لديك ثقة بالنفس، فإنك تميل إلى كراهية نفسك في مرحلة ما. ولذلك فإن بعض الدراسات الفلسفية التي أجريت على هؤلاء الأشخاص تقول أنهم يهملون أنفسهم بشكل كبير. وذلك لأنهم يعتقدون أنهم أشخاص سيئون أو أنهم لا يستحقون الأشياء الجيدة التي يمكن أن تحدث لهم.

8- الإدمان

العيب الرئيسي الآخر لانعدام الثقة بالنفس هو الإدمان. أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن الأشخاص الذين لا يتمتعون بثقة كبيرة بالنفس يميلون إلى السير في مسارات قبيحة في المستقبل. أحد هذه الاحتمالات هو الإدمان، حيث يعتقد الشخص أن الأشياء التي يدمنها قد تكون صديقته الوحيدة. وبما أن الشخص الذي يفتقر إلى الثقة بالنفس يميل إلى كراهية نفسه، أي أنه لا يريد الحفاظ على جسده، فإنه يغفل بسهولة عن آثار الإدمان. ولهذا نجد أن أغلب الأشخاص الذين ليس لديهم ثقة كبيرة بالنفس هم من المدخنين.

وهنا وصلنا إلى نهاية مقال اليوم. وقد تحدثنا عن أبرز وأهم الجوانب السلبية لانعدام الثقة بالنفس. لا تنس زيارة موقعنا بانتظام حتى تتمكن من قراءة المزيد من المقالات التي تغطي موضوعات مثيرة للاهتمام ومفيدة.

اقرأ المزيد على موقعنا: