ويعتبر داء الفيل أحد الأمراض المعدية التي تنتشر عادة في البلدان ذات المناخ الحار والمعتدل، مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وجنوب آسيا، وأمريكا الجنوبية والوسطى، وجزر الكاريبي. وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن 120 مليون شخص في العالم مصابون بداء الفيل، وأكثر من مليار ونصف المليار شخص معرضون لخطر الإصابة بهذا المرض، الذي يعتبر ثاني أكثر الأمراض شيوعاً وأكثرها إضعافاً ودائماً بعد الجذام. . يصيب هذا المرض الأطراف السفلية عند الرجال والنساء. وكلاهما يؤدي إلى تشوهات شديدة وحتى إعاقة دائمة. ما هي أعراض داء الفيل – وما أسبابه – وهل هناك طريقة لعلاجه؟ سنتحدث عن كل هذا وأكثر، فتابع قراءة المقال حتى النهاية.

حول داء الفيل

سمي داء الفيل بهذا الاسم بسبب تضخم الأطراف السفلية للشخص المصاب، بحيث تشبه أطراف فيل صغير. وهي من الأمراض المعدية التي يصاب بها الإنسان، ولذلك تسمى الإصابة بنوع من الدودة المفلطحة (الديدان الفيلارية الطفيلية)… يشار إلى هذا المرض باسم داء الفيلاريات في بعض الكتب الطبية. تدخل هذه الديدان إلى الشخص المصاب عند لدغة أنواع معينة من البعوض التي تنتشر في المناطق الاستوائية (المناطق المحيطة بخط الاستواء). وتستقر الديدان التي تنتقل عن طريق هذه الحشرات في أوعية الجهاز اللمفاوي لتتكاثر. على المدى الطويل، حتى تظهر أعراض داء الفيل، إذ في أغلب الأحيان يصاب الشخص بهذا المرض منذ الصغر، ولكن لا تظهر عليه أي أعراض إلا بعد أن تتكاثر هذه الطفيليات بكثرة وتسبب العدوى المذكورة أعلاه.

ورغم أن هذا المرض ليس قاتلا، إلا أنه يسبب تشوهات شديدة، خاصة في الأطراف السفلية، مما يؤدي إلى عدم قدرة المريض على الحركة من مكان إلى آخر.

أسباب داء الفيل

داء الفيل هو نتيجة الإصابة بنوع طفيلي من الديدان ينتمي إلى عائلة الفيلاريا وينقسم إلى ثلاثة أنواع:

  • ديدان بانكروفت الفخرية: 90٪ من جميع الإصابات تعزى إلى هذا النوع من الديدان.
  • ديدان البروديوم الفيلارية الماليزية: هذا النوع هو المسؤول عن إحداث العدوى في جميع الحالات المتبقية (من أصل 10%).
  • الديدان المستديرة التيمورية: مسؤولة عن بعض الالتهابات.

وبشكل عام، تعيش هذه الديدان في المناطق الحارة وتستعمر الأوعية اللمفاوية في جسم الإنسان. يبقون هناك لمدة تتراوح من 5 إلى 8 سنوات تقريبًا، وخلال هذه الفترة يتركون وراءهم العديد من اليرقات التي تعيق عمل الجهاز اللمفاوي وتؤدي إلى أعراض التهابية لداء الفيل، والتي تتميز بتضخم الأطراف السفلية.

أما عن آلية دخول هذه الديدان إلى جسم الإنسان، فإن انتقال العدوى من شخص مصاب إلى شخص سليم آخر يحدث عن طريق وسيط، وهذا الوسيط هو أنثى البعوض، وتحديداً بعوضة الأنوفيلة، وهي بعوضة الإيدز، وبعوضة الكيولكس. حيث يعمل. تلدغ إناث هذا النوع من البعوض الأشخاص الأصحاء وتنقل يرقات الدودة إلى مجرى الدم، والتي تتحول بعد ذلك إلى ديدان بالغة تنتج ملايين اليرقات.

فسيولوجيا داء الفيل

أولاً: دورة حياة الطفيلي

عندما تلدغ البعوضة الناقلة للعدوى شخصًا مصابًا بداء الفيل، فإنها تمتص جزءًا من دمه، الذي ينقل عدوى الميكروفيلاريا، ويصبح بدوره ناقلًا للعدوى، حيث تتحول هذه الطفيليات إلى يرقات معدية في جسم البعوضة. وعندما تلدغ هذه البعوضة إنساناً سليماً تنتقل إليه اليرقات التي تستقر في الأوعية اللمفاوية وتتحول خلال عامين إلى ديدان بالغة يصل طول إناثها إلى 7 سم، والذكور إلى 5 سم. تبقى هذه الديدان البالغة على قيد الحياة في جسم الإنسان لمدة تصل إلى 8-25 سنة. يتم إنتاجها خلال هذه الفترة. خلال هذه الفترة، تنتقل طفيليات الميكروفيلاريا إلى مجرى الدم وتبقى هناك لمدة 11-12 شهرًا. تعمل إناث البعوض خلال هذه الفترة على نقل هذه الطفيليات، فتستمر دورة حياة الطفيلي بهذه الطريقة.

ثانياً: طريق الدودة في الجسم

تنتقل اليرقات مع الدم حتى تصل إلى الأوعية اللمفاوية، حيث تنمو. وبمجرد أن تنمو هذه اليرقات بشكل كامل فإنها تهاجم الأنسجة الموجودة تحت الجلد وبطانة الأوعية اللمفاوية، مما يسبب العديد من الالتهابات والالتهابات، وخاصة أن ذكور هذه الديدان تؤدي إلى ارتخاء وانسداد كبير للأوعية اللمفاوية، وهو ما يتجلى في شكل من أعراض داء الفيل المعروفة مثل تضخم الأطراف السفلية والساعدين وكيس الصفن وأجزاء من كيس الصفن والرأس والجذع، بالإضافة إلى ظهور العرج. على الجلد وتقرحات، وأحيانا تسبب الغرغرينا، ومن الممكن أن يؤدي مسار هذه الديدان إلى الشعيرات الدموية في الرئتين، فتسبب العديد من الأعراض مثل السعال والحمى والعطس.

أعراض داء الفيل

من الممكن تقسيم أعراض داء الفيل إلى نوعين. الأول هو الأعراض التي تظهر من لدغة البعوضة المصابة وتستمر من 4 إلى 15 شهراً. وعادة ما تشمل كلا من الأعراض التالية:

  • زيادة حرارتي.
  • يظهر الجلد سماكة ملحوظة.
  • تغير في لون الجلد إلى اللون الداكن.
  • سطح الجلد يعاني من التقرحات.
  • تورم كبير في العضو المصاب بسبب انسداد الأوعية اللمفاوية وتراكم السوائل، والأكثر شيوعًا في الأطراف السفلية.
  • الإرهاق والتعب العام.
  • صداع قوي.
  • صدمة.
  • آلام تؤثر على العظام والمفاصل.
  • استفراغ و غثيان.
  • غالبية المرضى يعانون من آلام أسفل الحوض.

عندما يتحول داء الفيل إلى شكل مزمن تظهر على المريض الأعراض التالية:

  • تضخم ملحوظ في الأطراف السفلية.
  • تضخم الساعدين والجذع وكيس الصفن.
  • تضخم الكبد والطحال.
  • – إفرازات بيضاء اللون تصاحب البول.

هل يمكن علاج داء الفيلاريات؟

لسوء الحظ، حتى وقت كتابة هذا التقرير، لم تسفر الدراسات بعد عن علاج فعال وجميع العلاجات المقدمة تهدف إلى تخفيف أعراض داء الفيل، بما في ذلك:

أولاً: العلاج الدوائي

  • ثنائي إيثيل كاربامازيبين.
  • ايفرمكتين.

وهي مجموعة من الأدوية المضادة للطفيليات ولذلك تهدف هذه العلاجات إلى قتل الديدان المجهرية في مجرى الدم.

ثانياً: علاج الأعراض

لعلاج أعراض داء الفيل يمكن اتباع التعليمات التالية:

  • رفع الساقين، وبالتالي التقليل من شدة التورم.
  • استخدم ضمادة ضاغطة تربط الساقين بإحكام شديد، مما يقلل من تفاقم التورم والانتفاخ.
  • غسل الأعضاء المصابة والتأكد من نظافتها.
  • استخدمي المرطبات.
  • ابحث عن تقرحات الجلد وقم بتعقيمها وعلاجها فوراً.
  • ممارسة المشي كلما أمكن ذلك.

هل يمكن الوقاية من مرض الفيل؟

ولم تسفر الاختبارات حتى الآن عن لقاح يمنع داء الفيل، وجميع طرق الوقاية تهدف في المقام الأول إلى منع انتقال العدوى عن طريق البعوض. ولذلك تتم الوقاية من خلال النقاط التالية:

  • استخدم الناموسيات عند النوم.
  • العمل على ردم البرك والمستنقعات التي توفر البيئة المناسبة لتكاثر البعوض.
  • تربية أسماك الغامبوزيا التي تتغذى على يرقات البعوض.
  • استخدام الأدوية والنباتات الطاردة للبعوض.