شرح قصيدة “آي أيها المشتكي ما بك” وما فيها من صور فنية سنسلط الضوء عليها في هذا المقال. تعتبر قصيدة “آي تلك المشتكية” والتي تسمى أيضاً “كن جميلاً” من أهم وأشهر القصائد التي تدرس للطلاب في المرحلة الإعدادية خلال المنهج، وسوف نتناول هذا الأمر في هذا المقال و وسيقوم موقع تفصاف بشرح أهم الأبيات في هذه القصيدة وتقديم نبذة عن مؤلفها، والصور الفنية التي تحتويها، ومعاني المفردات الصعبة المستخدمة فيها.

من هو مؤلف القصيدة؟ ما هذا المشتكي وما بك؟

مؤلف قصيدة “هذا هو المشتكي وما بك” هو الشاعر إيليا أبو ماضي، وهو شاعر لبناني عربي يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين ومؤسسي رابطة القلم . ولد بقرية (المحيضة) عام 1889م وانتقل إلى الإسكندرية ليعيش فيها. كان يحب الأدب والشعر وأحب قراءتهما وحفظهما وتأليفهما، فر إيليا أبو ماضي إلى أمريكا عام 1911 وعمل في جريدة مرآة الغرب ثم حرر جريدة “السمير” الأسبوعية عام 1929م”، وهي يعتبر المصدر الرئيسي لأدب إيليا أبو ماضي ويعتبر مصدراً أساسياً لأدب المهجر، حيث أن معظم مؤلفي المهجر، وخاصة كتاب المهجر الشمالي، نشروا الكثير من إنتاجهم الأدبي في الشعر والنثر. ويعتبر إيليا من شعراء المهجر الذين كرسوا أنفسهم للأدب والصحافة، واشتهر بفلسفته التي اتسمت بالتفاؤل وحب الحياة والحنين إلى الوطن. ويلاحظ أن الاتجاه الإنساني امتد إلى أبعد من كل قصائده، واستمرت مجلته في الصدور حتى وفاة الشاعر في بروكلين بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1957م.

شرح قصيدة “من هذا المشتكي وما بك؟”

تعتبر هذه القصيدة من أجمل قصائد الشاعر إيليا أبو ماضي والتي أظهر فيها التعاطف مع المتشائمين الذين ينظرون إلى الحياة من خلال عدسة مظلمة ولا يرون كل ما تحمله الحياة من بهجة وبهجة ويفعلون ذلك ولا يقدرون ما لا يحصى ويدعوهم إلى التفاؤل والأمل والابتعاد عن التشاؤم بطريقة تأملية فلسفية. وفيما يلي شرح أبيات القصيدة: “أهذا؟ المشتكي وما بك):

  • يا هذا المشتكي، وأي معاناة تعذبك؟ كيف سيكون شعورك إذا مرضت؟

وفي هذه الأبيات ينادي الشاعر المتذمرين باستمرار وبدون سبب بقوله: “يا أيها المشتكي وليس عليك مرض، كيف حالك إذا مرضت؟” الخطاة هم كثير من الناس يرغبون في الموت قبل الأوان.

  • وترى الشوك في الورد فتعمى. رؤية إكليل من الزهور عليه عبء ثقيل على الحياة.

وفي هذه الأبيات يصف الشاعر الإنسان الكئيب الكئيب الذي يرى كل ما في الدنيا قبيحاً ويهجر الجميل والجذاب، كما هو الحال مع من يرى أشواك الوردة ويعمى عن الجميل والبهاء فيها. يقول الشاعر إن الإنسان الذي يرى الحياة هماً وتعباً وثقلاً هو مثل أعباء الحياة الثقيلة.

  • من لا جمال له لا يرى شيئا جميلا في الوجود. وليس بأتعس ممن يرى الحياة مريرة وأفراحها تافهة.

ويقول الشاعر أبو ماضي في هذه الأبيات إن الإنسان الذي لا يشعر بالجمال في نفسه لا يرى الجمال حوله لأن مشاعره تبلدت. ولهذا عليك أيها المكتئب أن تستمتع بوقت الصباح الجميل ولا تخاف من انتهاءه، لأنه لا يوجد إنسان أكثر حزناً أو بؤساً من الذي يرى الحياة سوداء ومريرة.

  • مع الفجر يأتي نسيم يمد النسيم، تارة حرارة الشمس وتارة قبلة سامة من الهمج تملأ الأرض عواء في الظلام.

وهنا ينصح الشاعر كل إنسان يشعر بالاكتئاب والحزن دون وجود أي مرض أن يتمسك بنسيم الصباح البارد الذي يهب مع الزهور ليمنحها الضوء ويحتضنها وكأنه يقبلها، ويطلب من ذلك الرجل ينبغي أن يكون كنسيم الفجر البارد الذي يستمتع بالطبيعة والزهور بالشم والتقبيل، فيمنحها السعادة والنشوة، وليس كالرياح الحارة المغبرة التي تضرب الأرض بالخوف والرعب والصراخ والعويل.

  • ومع الليل نجم يريح الظلام والنهر والتلال والسهول. إنه الظلام الذي يكره العوالم ويكرهنا ويلقي حاجزًا على الجميع.

وهنا يطلب الشاعر من الإنسان أن يكون نجما ساطعا يضيء الغابات والأنهار والمروج والسهول ليلا، ولا يكون كالظلام المظلم الذي يكرهه العالم كله، فيغطيه كالستائر. لقد مات.

  • أيها المشتكي وما بك؟ كن جميلاً وسترى الوجود جميلاً.

ثم يدعو الشاعر هذا الشخص إلى خلق الجمال في داخله. سيرى الوجود جميلاً فيسعد بلا بؤس وألم، فيقول له: كن جميلاً ترى الوجود جميلاً.

صور فنية في قصيدة “من هذا المشتكي وما بك؟”

هناك العديد من الصور الفنية والتعزيزات الرائعة في قصيدة “من هذا المشتكي وما بك” للشاعر إيليا أبو ماضي، والتي تجعل مجالات الجمال متنوعة ومتنوعة، ومنها ما يلي:

  • الاستعارة: عندما يقارن المتشائم ريح السم، الريح التي تثير الغبار، وتدمر الحياة، وتطفو في الفضاء، وتسبب الهم والحزن، بقوله: “لا سم”.
  • مثل مكتمل الأركان: عندما قال الشاعر: “ومع الليل نجم يريح الغابات”، كان يشبه المتفائل بنجم يضيء في السماء ليلاً، يبعث السكينة والطمأنينة.
  • التشبيه: عندما قال الشاعر: «آفة النجم أنه يخاف الموت»، شبه الشاعر النجم بالإنسان الخائف، وحذف التشبيه وأبقى على بعض صفاته.

معنى المفردات الصعبة في قصيدة “من هذا المشتكي وما بك؟”

قد يجد الكثير من الناس صعوبة في فهم شرح المفردات الصعبة في القصائد العربية القديمة أو الحديثة، خاصة مع انتشار اللهجة العامية وابتعاد البعض عن استخدام اللغة الفصحى. ولذلك يتساءل الكثير من الطلاب والعلماء عن معنى هذه القصيدة، ونوضح لكم المفردات الصعبة في هذه القصيدة على النحو التالي:

  • المشتكي: هو الشخص الذي يشتكي ويعبر عن شكواه.
  • أصبح: أصبح.
  • الجاني: الطرف المذنب.
  • إكليل : تاج .
  • الحمل: ثقيل.
  • الأكثر إثارة للشفقة: الأكثر إثارة للشفقة.
  • الصوافي: الريح ذات الغبار.
  • العويل: البكاء والعويل بصوت عالٍ.
  • دجي : الظلام الدامس .
  • سدولا: أستار.
  • عوالم: جمع العالم، الكوكب الذي نعيش عليه.

تحليل قصيدة “من هذا المشتكي وما بك؟”

وفي هذا القسم سوف نقوم بتحليل أبيات هذه القصيدة من جميع جوانبها على النحو التالي:

  • ويتميز شعر أبو ماضي بالقوة والحياة وحب الطبيعة، كما يمكننا أن نستشعر فيه الأبعاد الفلسفية.
  • ونلاحظ النظرة التأملية للحياة في الأبيات، لأن هذه القصيدة أراد الشاعر أن يدعونا إلى التفاؤل والأمل بطريقة تأملية فلسفية ويبعدنا عن التشاؤم من خلال دمج جوانب الطبيعة المختلفة لنستمتع بها. الحياة ورفض الرثاء والخوف من الموت.
  • تعتبر أفكار القصيدة بسيطة وواضحة ومترابطة، تميل إلى التحليل والحجة والمقارنة والتحقيق، إذ تبدأ بالدعوة إلى التفاؤل والابتعاد عن التشاؤم لإثبات صحة دعواه من خلال الطبيعة وبعض مظاهرها، ومن ثم فهو يقارن جوانب الطبيعة التي تلهم الأمل والفرح والسعادة مع الجوانب الأخرى التي تلهمه. وفي النفس يأس وحزن واكتئاب.
  • تسيطر على الشاعر مشاعر الإنكار والتفاؤل والأمل وكان لهذه المشاعر تأثير في تعبيره وإيصاله.
  • استخدم الشاعر كلمات بسيطة في إيصال معانيه، ذات ظلال وإيحاءات دقيقة وبأسلوب جميل في التعبير، ونجدها أكثر عندما نستنكر المتشائمين والمتشائمين.
  • ولجأ الشاعر إلى التصوير الفوتوغرافي من خلال الجمع بين صورتين إحداهما مشرقة ومليئة بالحياة والحركة. والآخر عبوس يدعو إلى اليأس لتشرق نفوسنا وتبتسم، مما يبرز مشاعره بوضوح وصراحة في الأبيات.
  • وكانت التحسينات الرائعة في النص طبيعية وبعيدة عن التكلف، ممزوجة بالخيال في التعبير، إضافة إلى تجربة الشاعر المحدودة والثرية، وكانت منسجمة مع طبيعة المقارنة بين المتفائلين والمتشائمين.
  • وقد تنوعت أساليب الشاعر بين الجمل التصريحية والبناءة، مستخدماً المناشدات والأسئلة والأوامر والنواهي لإثارة العقل والمشاعر والأحاسيس.
  • وتمحورت جميع الأبيات حول موضوع واحد وهو الدعوة إلى التفاؤل والفرح في الحياة.
  • وسيطرت على الشاعر مشاعر التفاؤل وقبول الحياة ورفض التشاؤم، وكلها ذهبت في الاتجاه العاطفي.

شرح قصيدة “من هذا المشتكي وما بك” pdf

هناك العديد من الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على شرح لقصيدة “هذا المشتكي وما بك” للشاعر إيليا أبو ماضي على شكل ملف PDF بهدف استخدامه لأغراض متعددة، ب. نسخها أو الاحتفاظ بها على الهاتف المحمول أو الكمبيوتر واستخدامها فيما بعد لأغراض مختلفة كما يرغب الناس في الحصول عليها، أو طباعتها أو الحصول عليها على الورق وتوزيعها في الفصول الدراسية أو في الجامعة أو من أجل الاستفادة منها إعداد تحليل وتحديد الصفات الفنية وشرح المفردات الصعبة في هذه القصيدة، أو كتابة بحث مفصل عن القصيدة، وهكذا. يمكنكم تحميل قصيدة “هذا هو المشتكي ولا مشكلة معك” للشاعر إيليا أبو ماضي بصيغة ملف PDF بالضغط على الرابط التالي “”.

وهنا أعزائي مستخدمي موقع تفسُف، قد وصلنا إلى خاتمة هذا المقال، والذي عنوانه شرح قصيدة “هذا المشتكي ما بك” وما تحتويه من صور فنية، وفيه تعلمنا شيء عن مؤلف هذه القصيدة شرح بسيط ومباشر لأبياتها والصور الفنية التي تحتويها وشرح للمفردات الصعبة التي استخدمها إيليا أبو ماضي في إيصال فكرته من الأبيات ونحلل النقاط الرئيسية فيها ونقوم أقدم لكم جميع المعلومات السابقة متوفرة على شكل ملف PDF.