تعتبر هشاشة العظام من الأمراض المنتشرة بشكل خاص بين كبار السن وهي أكثر شيوعاً عند النساء منها عند الرجال. وتنبع خطورة هذه الحالة من أنها تجعل العظام أكثر عرضة للكسور، الأمر الذي يتطلب بطبيعة الحال إدارة ومعالجة سريعة لمرض هشاشة العظام. علاج هشاشة العظام لمنع حدوث مضاعفات.

نظرة عامة على هشاشة العظام

تُفهم هشاشة العظام على أنها مرض تصبح فيه بنية العظام أرق وأضعف، بالإضافة إلى أن الفراغات الموجودة بشكل طبيعي في أنسجة العظام تصبح أكبر، مما يجعل هذه العظام أكثر عرضة للكسور بسرعة أكبر، وفي الحالات المتقدمة أ يمكن أن يعاني الشخص المصاب بهشاشة العظام من الكسور بمجرد القيام بالأنشطة الروتينية مثل الوقوف أو المشي.

تُعرف هذه الحالة أيضًا بهشاشة العظام وتؤثر على جميع الفئات العمرية، ولكنها أكثر شيوعًا عند النساء الأكبر سناً. ونلاحظ أيضًا أن العظام الأكثر عرضة للكسور هنا هي عظام الورك والأضلاع والمعصم والعمود الفقري.

أنواع هشاشة العظام

عند علاج هشاشة العظام نجد أنها تنقسم إلى نوعين. ويرجع هذا التشعب إلى السبب المختلف الذي أدى إلى هذه الشكوى. هذه الأنواع هي:

  • هشاشة العظام المرتبطة بالعمر: ويحدث ذلك إما بسبب دخول المرأة في سن اليأس بسبب نقص إفراز هرمون الاستروجين، مما يؤثر على أنسجة العظام، أو تكون هشاشة العظام مرتبطة بالعمر.
  • هشاشة العظام المرتبطة بالأمراض: لقد أثبتنا سابقًا أن هشاشة العظام يمكن أن تصيب أي عمر. وإذا حدث لدى أشخاص آخرين غير كبار السن، فمن المحتمل أن يكون بسبب مرض ما أو بسبب استخدام بعض الأدوية.

أسباب هشاشة العظام

لكي يتمكن الطبيب من علاج هشاشة العظام، يجب عليه أولاً أن يكون على دراية بالسبب الكامن وراء مرض العظام لدى الشخص المصاب. وهنا نشير إلى أن الجسم يعمل بشكل طبيعي على هدم وإعادة بناء العظام باستخدام آلية يمكن مقارنتها بإعادة التدوير، وذلك بهدف الحفاظ على صحة العظام. تكون أنسجة العظام كثيفة وقوية، وغالباً ما تكون في أفضل حالاتها في أواخر العشرينيات، وإذا كان عمر الشخص أكبر من 35 عاماً فإن نسبة تدميرها تكون أعلى، ومع تقدم العمر يزداد معدل تكوينها وبالتالي احتمالية الإصابة بهشاشة العظام. .

بالإضافة إلى ذلك، يتم علاج هشاشة العظام في كثير من الأحيان عند النساء، كما ذكرنا من قبل، حيث أن مستويات هرمون الاستروجين عند النساء أثناء انقطاع الطمث تنخفض بشكل كبير، وهذا الأخير يساعد على تقوية أنسجة العظام والحفاظ على كثافتها. وهذا عامل إضافي في الإصابة بهشاشة العظام لدى النساء.

فيما يلي نلقي نظرة على عوامل الخطر التي يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص بهشاشة العظام:

  • العرق (من الدلالة الإحصائية أن الأشخاص البيض هم أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنة بأقرانهم من الأجناس الأخرى).
  • الوراثة (أظهرت السجلات الطبية أن الأشخاص الذين يعاني آباؤهم من هشاشة العظام لديهم خطر متزايد للإصابة بهذا المرض العظمي).
  • أمراض المناعة الذاتية (غالبًا ما يُلقى عليها اللوم في زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، التهاب المفاصل الروماتويدي).
  • – بعض أمراض الجهاز الهضمي التي تعيق امتصاص المعادن (مثل مرض الاضطرابات الهضمية).
  • فرط نشاط الغدة الدرقية أو جارات الدرق.
  • أمراض الغدة النخامية.
  • متلازمة كوشينغ.

الأدوية التي تسبب هشاشة العظام

يمكن أن تكون هشاشة العظام أحد الآثار الجانبية للاستخدام طويل الأمد لبعض الأدوية، بما في ذلك:

  • الكورتيكوستيرويدات.
  • هرمونات الغدة الدرقية.
  • مضادات الحموضة (مثل حاصرات مضخة البروتون، لأنها تؤثر على امتصاص المعادن).
  • ريتينويد (مشتق من فيتامين أ، يستخدم لعلاج حب الشباب).
  • بعض مضادات الاكتئاب.
  • تهدف بعض العلاجات، مثل ليتروزول، إلى علاج سرطان الثدي.

ومن الجدير بالذكر أن علاج هشاشة العظام هنا يعتمد بشكل أساسي على إيقاف هذه الأدوية.

أعراض وعلامات هشاشة العظام

لا يجوز للمريض طلب الرعاية الطبية لعلاج هشاشة العظام إلا في حالة ظهور أعراض تعيق الحركة، مثل: ب. الكسور، حيث أن هذا المرض قد لا تظهر عليه أي أعراض في البداية وقد يستمر ظهور العلامات التالية على بعض الأشخاص:

  • آلام أسفل الظهر.
  • الكسور (يمكن أن تحدث أثناء بعض الأنشطة الروتينية مثل صعود السلالم أو الانحناء).
  • تتكسر الأظافر بسهولة.
  • انحسار اللثة.
  • مقبض ضعيف.

المضاعفات

تنبع أهمية علاج هشاشة العظام من كثرة المضاعفات المصاحبة له، ومنها:

  • الكسور.
  • – صعوبة الحركة، مما يؤدي بالطبع إلى السمنة.
  • مرض السكري وارتفاع ضغط الدم (لا تنتج هذه المضاعفات بشكل مباشر عن هشاشة العظام، بل عن زيادة الوزن بسبب عدم ممارسة الرياضة).
  • -الاكتئاب بسبب الخوف من كسر العظام وصعوبة الحركة.

علاج هشاشة العظام

على الرغم من عدم وجود علاج لهشاشة العظام يسمح بالشفاء التام، إلا أن بعض الأدوية يمكن أن تدعم أنسجة العظام وتزيد كثافتها، وبالتالي تحمي المريض من الكسور. تتكون الخطة العلاجية لعلاج هشاشة العظام من جزأين: الجزء الأول هو العلاج الدوائي، بينما الجزء الثاني من علاج هشاشة العظام يعتمد على تغيير نمط الحياة.

أولاً: العلاج الدوائي لهشاشة العظام

هناك العديد من الأدوية الموصوفة للحفاظ على كتلة العظام أو إعادة بنائها، ومنها:

  • تعد البايفوسفونيت واحدة من مجموعات الأدوية الأكثر استخدامًا لعلاج هشاشة العظام لأنها تهدف إلى منع المزيد من فقدان كتلة العظام. الأدوية الأكثر شهرة في هذه المجموعة من الأدوية هي أليندرونات، إيباندرونات وريسدرونات.
  • يساعد هرمون التستوستيرون، وهو ما يسمى بالهرمون الذكري، على تقوية أنسجة العظام لدى الرجال.
  • هرمون الاستروجين، الذي يستخدم في النساء أثناء وبعد انقطاع الطمث. يمنع المزيد من فقدان كتلة العظام. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن استخدام هذا العلاج الهرموني لدى النساء يمكن أن يؤدي إلى العديد من المضاعفات مثل جلطات الدم، وخاصة عند النساء المدخنات.
  • رالوكسيفين، والذي يمكن أن يحل محل العلاج الهرموني بالإستروجين، وسط مخاوف كبيرة بشأن الآثار الجانبية للإستروجين.
  • يُعطى دواء روموسوزوماب، وهو دواء يُعطى عن طريق الحقن تحت الجلد، للنساء اللاتي دخلن سن اليأس وظهرت عليهن علامات هشاشة العظام. ويأخذ على شكل حقنتين تحت الجلد مرة واحدة في الشهر لمدة 12 شهراً.
  • كما يمنع كالسيتونين السلمون، الموجود على شكل رذاذ للأنف، انهيار أنسجة العظام.
  • يعمل دينوسوماب بشكل مشابه للبايفوسفونيت ولكن له نتائج أفضل في علاج هشاشة العظام.

ثانيًا، تغيير نمط الحياة بهدف علاج هشاشة العظام

يجب على الشخص المعرض لخطر الإصابة بهشاشة العظام أن يضع خطة نظام غذائي يحتوي على جميع المعادن التي تدعم صحة العظام، وخاصة الكالسيوم وفيتامين د والمغنيسيوم والزنك وفيتامين ك.

بالإضافة إلى ذلك، فإن النصائح التالية التي تهدف إلى إجراء تغييرات في نمط الحياة ستساعد أيضًا في علاج هشاشة العظام. ونذكر منها:

  • توقف عن التدخين.
  • مارس الرياضة بانتظام.
  • تجنب الكحول.
  • إدخال الزبادي واللوز والقرنبيط والسردين والجبن والسلمون (الأطعمة الغنية بالكالسيوم) إلى النظام الغذائي.
  • الفحوصات الروتينية، خاصة إذا كانت هناك عوامل وراثية تشير إلى احتمالية الإصابة بهشاشة العظام.