لقد مكننا الإنترنت من القيام بأشياء كثيرة بسهولة ومن بين هذه الأشياء نذكر التعليم. التعلم الإلكتروني أو التعليم عبر الإنترنت أو حتى التعلم عن بعد كما يطلق عليه يستخدم على نطاق واسع. خاصة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في الذهاب إلى الجامعة بسبب ظروف معينة. خلال مقال اليوم سنتحدث عن أبرز وأهم عيوب التعلم عن بعد. تابع القراءة معنا إذا كنت تريد معرفة المزيد عنها.

ما هو التعلم عن بعد؟

التعلم عن بعد، أو التعليم عبر الإنترنت كما يطلق عليه أحيانا، هو أسلوب تعليمي جديد ظهر من خلال تطور وانتشار خدمات الإنترنت في العالم. في الوقت الحاضر يمكن للطلاب أخذ دروسهم من المنزل أو حتى من مكان عملهم أو أي مكان آخر. بالطبع عن طريق الانترنت . ومن الجدير بالذكر هنا أن تكنولوجيا التعلم عن بعد ساعدت في تحسين العملية التعليمية بشكل عام، وخاصة للطلاب. كما ساهمت في انتشار التقنيات الجديدة مثل التخزين السحابي.

عيوب التعلم عن بعد

على الرغم من أن التعلم الإلكتروني يعتبر من أحدث طرق التعليم، إلا أن له بعض العيوب. وفي الأقسام التالية سنقدم لكم مجموعة من أبرز وأهم عيوب التعلم عن بعد.

1- الحد من القدرة على التواصل بين المعلم والطالب

في مواقف التدريس العادية، يمكن للطالب أن يطرح الأسئلة التي يحبها بسهولة ثم يقوم المعلم بالإجابة على تلك الأسئلة. ولكن مع التعلم الإلكتروني الأمر معقد بعض الشيء. يمكن للطالب طرح الأسئلة، لكن هذه العملية تستغرق الكثير من الوقت وليست فعالة كما هو الحال في الفصول العادية. بشكل عام، يعتبر التفاعل بين الطالب والمعلم مهمًا جدًا في العملية التعليمية، خاصة للطلاب في المراحل الأولى من دراستهم.

وما يضاعف هذه المشكلة هو عدم قدرة المعلم على رؤية طلابه. وذلك لأن مدرسًا واحدًا يمكنه تدريس الدرس لأكثر من 100 شخص. لذلك، من الصعب، بل ومن المستحيل في كثير من الأحيان، إظهار 100 شخص على شاشة واحدة. ولذلك يمكن للمعلم أن يكتفي بإظهار أصوات الطلاب فقط.

2- التقليل من الاتصالات الاجتماعية

وكما ذكرنا في الفقرة السابقة فإن التعليم النظامي لا يقتصر على تدريس الدروس فحسب، بل يساهم بشكل كبير في تنمية شخصية الطالب. وذلك لأنه يتواجد في بيئة مليئة بالطلاب مثله ويمكنه التفاعل معهم ومع المعلمين ليكتسب المهارات الاجتماعية التي يحتاجها. ومع ذلك، خلال الفصول الدراسية عبر الإنترنت، لا يُسمح للطالب بالاتصال بطلاب آخرين، ولا حتى معلميهم. ولذلك فإن التعلم عن بعد يمكن أن يؤدي إلى درجة معينة من العزلة الاجتماعية للطلاب ويمكن أن يصبح مملاً ومرهقًا نفسيًا على المدى الطويل.

وما يجعل هذه المشكلة أكثر خطورة هو أن بعض الأشخاص الذين تلقوا التعلم عن بعد منذ الصغر يواجهون صعوبة في التفاعل مع الآخرين في المستقبل. وخاصة أولئك الذين يتطلب عملهم التواصل مع الآخرين. في الواقع، أشارت بعض الدراسات إلى أن استخدام التعلم الإلكتروني يمكن أن يسبب مشاكل اجتماعية لبعض الأشخاص.

3- انتشار الاحتيال

على الرغم من أن التقنيات المستخدمة في التعلم الإلكتروني حديثة جدًا، إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود الغش الإلكتروني. خاصة في الوقت الذي تتطور فيه تقنيات القرصنة وإساءة استخدام الإنترنت بشكل سريع. من أكبر عيوب التعلم عن بعد بشكل عام هو الغش الذي يحدث أثناء الامتحانات وتقديم المشاريع أو الوظائف. يمكن للطالب أن يأخذ مشروع طالب آخر، وينسخه ويغير الاسم الموجود فيه فقط. يمكن لبعض الطلاب أيضًا التلاعب بإعدادات الجلسة لحضور المحاضرات التي لم يحضروها، وأشياء أخرى كثيرة.

4- غير متاح للجميع

قد تبدو هذه السلبية غريبة بعض الشيء بالنسبة لك، لكن الواقع هو أن التعليم الإلكتروني ليس متاحًا لجميع الطلاب حول العالم. وذلك لأن تطبيق التعليم الإلكتروني يتطلب استخدام شبكات الإنترنت بالإضافة إلى بعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى. مثل الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والميكروفونات والكاميرات وغيرها. ولكي يعمل التعلم الإلكتروني بشكل صحيح، يجب أن يكون لدى المتعلم أو المعلم أيضًا معرفة بكيفية استخدام تقنيات الإنترنت والأجهزة الإلكترونية اللازمة.

وبشكل عام، إذا أردنا تطبيق مبدأ التعليم الإلكتروني في الوطن العربي مثلاً، فإن الكثير من الطلاب الذين يرغبون في التعلم لا يملكون جهاز كمبيوتر خاصاً بهم. بالإضافة إلى ذلك، لا تمتلك معظمها شبكات إنترنت قوية ومستقرة تسمح بالبث المباشر للفصول الدراسية لفترات طويلة من الزمن. إضافة إلى أن هؤلاء الأشخاص لا يملكون الخبرة الكافية في استخدام الإنترنت أو الأجهزة الإلكترونية اللازمة للتعلم عن بعد.

5- تدهور جودة التعليم

وبما أن التعلم الإلكتروني ممكن لأي شخص يمكنه استخدام التكنولوجيا اللازمة، فلا يمكننا ضمان جودة هذا التدريب. كما قلنا لك من قبل، أي شخص لديه خبرة في مجال الأمن السيبراني والقرصنة يمكنه التلاعب بالمشاريع أو الوظائف أو حتى الاختبارات. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي حدوث خلل في أجهزة الطالب إلى فقدانه للتعليم. هذه الأشياء لا تحدث عادة في الفصول الدراسية العادية، ولكنها تقتصر فقط على التعلم الإلكتروني.

6- عليه تنظيم الوقت

وعلى عكس الدروس العادية، والتي تتطلب الحضور إلى المدرسة أو الجامعة في أيام معينة وفي أوقات معينة والالتزام أيضًا بقوانين معينة، فإن هذه القوانين لا تنطبق على التعلم الإلكتروني. بل يتيح لك هذا التدريب تلقي دروسك في أي وقت ومن أي مكان. لذلك، قد تشعر بالعكس أو لا ترغب في الالتزام بالمواعيد النهائية. من السهل تجاهل الدروس المستفادة هنا لأن القوانين الحالية فضفاضة إلى حد ما. على سبيل المثال، قد يدعي شخص ما أن جهاز الكمبيوتر الخاص به تعطل أثناء الفصل الدراسي، أثناء نومه، وغير ذلك الكثير.

7- محدودة إلى حد ما

لا يتطلب التعلم الإلكتروني تشغيل أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة والإنترنت فحسب، بل قد لا يعمل على الإطلاق في بعض المناطق. على سبيل المثال، يمكن لشخص يدرس الأدب الإنجليزي أن يأخذ دروسه عبر الإنترنت. من ناحية أخرى، لا يمكن لطالب الطب أن يأخذ دورات علم التشريح عبر الإنترنت لأنه يتطلب معدات مختبرية وما إلى ذلك. لذلك، حتى لو كان التعلم الإلكتروني متاحًا في دولة ما، فلا يمكن تطبيقه على جميع التخصصات، بل على بعضها فقط.

وهنا وصلنا إلى نهاية مقال اليوم. وقد قدمنا ​​لكم مجموعة من أبرز وأهم عيوب التعلم عن بعد. ولا تنسوا زيارة موقعنا لقراءة المزيد من المقالات حول مواضيع متنوعة ومفيدة.