على الرغم من أننا أكثر المخلوقات ذكاءً على هذا الكوكب، إلا أننا قد نحتاج إلى المساعدة في بعض الأشياء. خاصة عندما تكون هذه الأمور مرتبطة بطاقة الخالق وتفاعلاته مع الآخرين من حولنا. ولهذا السبب أرسل الله تعالى إلينا الرسل والأنبياء ليدعونا إلى عبادته، ويعلمونا كيفية التعامل مع الناس بشكل صحيح. أكمل قراءة السطور التالية التي نجيب فيها عن السؤال: لماذا أرسل الله الرسل؟

لماذا أرسل الله الرسل؟

لقد أرسل الله تعالى رسولاً أو أحياناً نبياً إلى كل قوم. ويتم ذلك لتعليم هؤلاء الناس كيفية عبادة الله بالطريقة الصحيحة. وكذلك تعليمهم ما يحبه الله ويرضاه، وما يسخطه ويجلب عليهم سخطه. ولكن هناك من الناس عصاة أو مستكبرين في عبادة الله والواجبات التي تفرضها عليهم تلك العبادة. وبشكل عام، يعتبر الرسول أو النبي شخصًا يبشر الصالحين بالعقاب والثواب من الله، ومن يحذر الضلال والعصاة من العقاب إذا لم يهتدوا.

أما الجواب عن سؤال لماذا أرسل الله الرسل فهو يتلخص في النقاط التالية:

1- عبادة الله تعالى

فالغرض الأساسي من خلق الإنس والجن هو عبادة الله تعالى وحده. ويمكننا أن نستنتج ذلك من القرآن وخاصة من الآية التالية: “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون” سورة الذاريات. فإذا قرأت الآية تجد أن الله تعالى خلق المخلوقات من الجن والإنس لغرض وحيد هو عبادته وتوحيده وطاعته. ومع ذلك، بما أن الإنسان لا يستطيع التواصل مباشرة مع الخالق، فهو غير قادر على معرفة الأشياء التي يجب تنفيذها وأيها يجب الابتعاد عنها. ولهذا السبب أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء إلى كل أمة. وبهذه الطريقة يتعلمون أن عبادة الله هي الهدف الرئيسي للحياة، وبالتالي يتعلمون أيضًا الطريقة الصحيحة لعبادة الخالق.

ومن الجدير بالذكر هنا أن تعليم الناس عبادة الله ليس هو الجواب الوحيد على سؤال لماذا أرسل الله الرسل، بل إن الله أرسل الرسل والأنبياء لأسباب أخرى. ولكن ما يجب أن تعرفه أيضًا هو أن الأنبياء أو الرسل هم أشخاص. غالبًا ما يأتون من نفس الأشخاص الذين يريد الله أن يعلمهم ويرشدهم ويقودهم. وبالإضافة إلى ذلك فإن النبي أو الرسول يتميز بأنه إنسان صالح وتقي وأن الله اصطفاه من بين سائر الناس العاديين ويعلم ما لا يعلمون. كما أن الله تعالى أيد الرسل بالمعجزات التي تكون بمثابة الحجج والبراهين والبراهين على صدقهم.

2- تبرير الحجة

هناك إجابة أخرى مهمة على سؤال لماذا أرسل الله الرسل، وهي إقامة الخلاف بين الناس. لقد أرسل الله تعالى للناس رسلاً وأنبياء حتى لا يدعوا أنهم لا يعرفون أمر الخالق أو يجب أن يعبدوه حق عبادته. بمعنى آخر، أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء لاستئصال شبهات المشككين، وفي نفس الوقت قطع جذور الكافرين. وإذا أردت الدليل على ذلك، فبإمكانك دائما الرجوع إلى القرآن الكريم. نجد في القرآن آيات كثيرة تدل على أن الرسل قد أرسلوا للشهادة ومن هذه الآيات نذكر لكم الآيات التالية:

  • “ولو أننا أهلكناهم من قبل بالعذاب ليقولوا ربنا لولا أن أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى” سورة طه
  • ” رسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ” وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا حَكِيمًا» سورة النساء.
  • “وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” سورة الإسراء

3- التعرف على الخالق

بالإضافة إلى الأشياء التي تحدثنا عنها في الفقرات السابقة، تم إرسال الرسل والأنبياء إلى الناس حتى يتمكنوا من التعرف على الخالق بشكل أفضل. فالناس العاديون لا يستطيعون معرفة تفاصيل الخالق والمخلوقات التي خلقته، ولا حتى تفاصيل الجنة المعدة للمؤمنين والجحيم المعدة للكافرين. ولذلك فإن الأنبياء والرسل الذين تعلموا هذه المعرفة عن طريق الوحي استطاعوا أن ينقلوا هذه التفاصيل إلى الناس. ومن أبرز تفاصيل الغيبيات نأتيكم بأسماء الله الحسنى، الكتب والقصص النبوية القديمة، الأشياء التي يحبها الله، الأشياء التي يكرهها، تفاصيل الجنة بعد هذه الحياة الدنيا، تفاصيل الجحيم في الدنيا. الآخرة وغيرها الكثير.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الأشياء التي تعلمناها من الرسل والأنبياء تُعرف بالأشياء غير المرئية. وذلك لأننا نؤمن به بشكل غير مرئي دون أن نراه. وقد أثنى الخالق سبحانه على عباده المؤمنين بهذه الغيبيات في كتابه الكريم القرآن. ومن أشهر الآيات الدالة على ذلك الآية التالية: “ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب” سورة البقرة.

4- التقليد

ومن أبرز الإجابات على سؤال لماذا أرسل الله الرسل هو الاقتداء بهم. حيث خص الخالق سبحانه رسله وأنبياءه بالأخلاق الحميدة التي تميزهم عن عامة الناس. وكان هؤلاء الناس معصومين من الأخطاء الجسيمة، وكان بعضهم معصومين تماما من الأخطاء، كالرسول محمد صلى الله عليه وسلم. علاوة على ذلك، فإن الأنبياء والرسل أناس صبورون ويعرفون كيفية التعامل بشكل صحيح مع حقائق الحياة مع إرضاء الخالق. لذلك، يمكن للآخرين أن يحذوا حذو الأنبياء والرسل في طريقهم في الحياة.

ومن الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين عاشوا في زمن الرسل والأنبياء اقتدوا بهم، ولكن كيف يمكن الاقتداء بالرسل في عصرنا هذا؟ في الواقع، يمكن بالفعل تقليد الرسل في عصرنا. ويتم ذلك من خلال قراءة الكتب التاريخية أو الدينية التي تتحدث عنها والتعلم منها. ومن أهم الأشياء التي يجب تعلمها والاقتداء بها من الرسل الصبر والإرادة والأخلاق. بالإضافة إلى حسن المعاملة مع الآخرين والمثابرة والشكر لله في كل موقف وغير ذلك الكثير.

وهنا وصلنا إلى نهاية المقال. لقد أجبنا في السطور السابقة على سؤال لماذا أرسل الله الرسل من خلال أبرز الأسباب وأهمها. ولا تنسوا متابعة موقعنا الإلكتروني لتتمكنوا من قراءة المزيد من المقالات التعليمية المفيدة.

اقرأ المزيد على موقعنا: