أفضل ما نبدأ به مقالنا اليوم “فضل صيام الاثنين والخميس” هو حديث النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: “تُعرض الأعمال في كل خميس واثنين، في هذا اليوم يغفر الله تعالى لكل من لا يشرك بالله شيئا. إلا رجلاً كان بينه وبين أخيه خصومة، فيقول: دع هذين حتى يصلحا، دع هذين حتى يصلحا.

فضل صيام الاثنين والخميس

وقبل أن نبدأ الحديث عن فضل صيام الاثنين والخميس، نقول: الصيام من أجمل وأشرف العبادات عند الله عز وجل، وأفضلها بالمقارنة. وذلك لأن العبد يمتنع عن الصيام والشرب والشهوات الحلال طوعاً إلا الواجبات ابتغاء رضوان الرب سبحانه وتعالى. الصوم يربي النفس ويروضها ويجعلها طوعية. ولذلك فإن الإنسان حاضر دائمًا ولا ينسى أنه صائم عن الطعام والشراب والشهوات. فإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للمباحات فالأولى له أن يترك المحرمات والمحرمات. ويعتبر الصيام أعظم علاج لكل إنسان تغلب عليه هواه، حتى يناقض نفسه، ويمنعه من فعل ما لا يرضي الله تبارك وتعالى. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يزال عبدي يتقرب»، تقرب إلي بالنوافل حتى أحبه. فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. وإن سألني لأعطيته، وإن استعاذ بي لأعوذ به».

والأحاديث فيها فضل صيام الاثنين والخميس وصيام التطوع

وسنذكر عدداً من الأحاديث التي تذكر فضل صيام التطوع عموماً، وفضل صيام الاثنين والخميس خصوصاً:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “”من صام يوما في سبيل الله، حرمه الله على النار سبعين سنة”” فتخيل يوم القيامة أن إن النار تحيط بالناس أجمعين، فيتحول العبد ذات اليمين فلا يرى إلا النار، وعن الشمال فلا يرى إلا النار، ويأتي الصائم وبينه وبين النار سبعون سنة، وذلك أجر يوم . ومن صام يومين تطوعاً كان بينه وبين النار 140 سنة. كسب المال من التداول!
  • قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى، إلا الصيام». «هو لي وأنا أجزي به» وهذا الحديث في الأصل نبوي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “”فجأة تكلم الله تعالى وقدس الحديث، فأبرز الله عز وجل عبادة الصيام، وثوابه عند الله يدل على عظم هذه العبادة”” .
  • قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الصيام والقرآن يقع للعبد يوم القيامة. فيقول الصيام: يا رب منعته. طعاماً وشهوةً، فشفعني فيه». ويقول القرآن: “منعته النوم بالليل فشفعني فيه”. قال فيقومون له».
  • قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن في الجنة ثمانية أبواب، منها باب يقال له الريان، لا يدخله إلا الصائمون».
  • فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “عليكم بالصيام، فإنه ليس مثله”.
  • وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الاثنين والخميس هما يومان تعرضان فيه الأعمال على الله، فأحب أن يعرض عملي في الصيام”.
  • سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن صيام يوم الاثنين؟ قال: هذا يوم ولدت ويوم بعثت أو أوحيت إلي.

فضل صيام التطوع وصيام التطوع

ومما سبق في حديثنا نلاحظ أن للصيام قيمة عظيمة، وهنا يطرح سؤال أمام القارئ: لماذا اختار الله تعالى هذه العبادة وخصص لها هذا الأجر؟ وهناك عدة أسباب لذلك، منها:

  • الصيام هو العبادة الوحيدة التي يكون فيها الإخلاص في أعلى مستوياته. وقد يصلي العبد منافقاً، أو يتصدق منافقاً، ولكن صدق الإمساك عن الطعام والشراب لا يعلمه إلا الله عز وجل.
  • ويعتبر الصيام من أطول الشعائر الدينية بعد الحج. وذلك لأن الصائم يؤدي عباداته بشكل مستمر طوال اليوم. ويمكنه الصيام لمدة 12 ساعة، وأحيانا تصل عدد ساعات الصيام إلى 16 ساعة. فالمسلم في طاعة دائمة، ولا يمكن أن تتحقق بعبادات أخرى كالصلاة. من المستحيل عليه أن يبقى ساكناً لمدة 16 ساعة. ويصلي.
  • للصائم دعوة مستجابة لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «للصائم دعوة مستجابة عند فطره».
  • وسمي الصائم في القرآن سائحا لأن الصائم لا يسافر بجسده بل بروحه. فإذا امتنع عن الطعام والشراب، تتحرر روحه، وترتفع إلى مراتب العلو والرفعة.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا “فضل صيام الاثنين والخميس”. وعلينا أن نجتهد في صيام التطوع ونقول في أنفسنا: “لعل بهذا العمل أدخل الجنة”.