ومن منا لم يسمع قصة أصحاب الكهف ومن منا لم يذهل ويعجز أمام قدرة الله عز وجل؟ والآن لنترك قصة أصحاب الكهف بين أيديكم باختصار. حتى تتمكن من إخبار أطفالك.

لقاء أصحاب الكهف حول التوحيد والإيمان

تاريخ أصحاب الكهف هي رواية من العصور الوسطى قيل أنها كتبت في عهد الإمبراطور الروماني ديوسيانوس. يتعلق الأمر بشباب تعرضوا للاضطهاد لأنهم آمنوا بالله وحده وتركوا عبادة الأصنام.

وكان الملك ديكيانوس قمعياً جداً. كان يعبد الأصنام وأمر قومه بعبادتها، وقتل من كان على دين سيدنا عيسى ابن مريم دين التوحيد من قومه. وكان يسكن هذه المدينة جماعة من الشباب المؤمنين، وقد اجتمعوا على التمسك بدين سيدنا عيسى عليه السلام. فأمر دقيانوس حاشيته بالبحث عن من لا يزال على دين عيسى عليه السلام، ويخيرهم بين الكفر أو القتل.

يخرج أصحاب الكهف إلى الكهف

ولما علم الغلمان بما يفعله الملك وحاشيته، اجتمعوا للدعاء إلى الله، متوسلين إليه أن ينقذهم من هذه الفتنة، وأن يحفظ دينهم، وأن ينقذهم من هذا البلاء والشر.

عثرت حاشية الملك على الصبية المخلصين وأرادوا إحضارهم إلى الملك لينالوا عقابهم وهو القتل. لكن لم يكن أمام الصبية إلا أن يهربوا منهم حتى قادهم الله إلى مكان بعيد عن المدينة، مكان يشبه غرفة صغيرة تسمى مغارة، ليتمكنوا من الهرب من بطش الملك دقيانوس ليختبئوا. وحفظوا دينهم، حيث جلسوا في الغار ورفعوا أيديهم إلى السماء ودعوا الله عز وجل أن يرفع عنهم هذه المعاناة.

نوم أصحاب الكهف

واضطجع أصحاب الكهف في الكهف حتى ناموا، وأنزل الله تعالى عليهم النعاس والنوم العميق بفضل منه تبارك وتعالى. من خلال فتحة صغيرة في أعلى الكهف حتى لا تتعفن أجسادهم من السبات الطويل.

كان لهذه الفتاة كلب، وقد بسط الله ذراعيه عند مدخل الكهف وكأنه يحرسها. وقدرة الله عظيمة لدرجة أنه حول أصحاب الكهف إلى شخصيات غريبة تنادي على كل من رآهم، فيرتعدون رعبًا ويهربون من هول ما رأوه. حتى أن الله جعلهم ينامون وأعينهم مفتوحة حتى ظن أن من يراهم يستيقظ بأشكال ترعب من يراها، كما سبق أن ذكرنا.

قال الله تعالى:

(وتحسبهم أيقاظا وهم نائمون ونقلبهم يمينا وشمالا وكلبهم باسط ذراعيه ولو اطلعت عليهم لتعرضت عنهم ولخشيت منهم) كان.)

موقع الكهف

ولم يذكر القرآن الكريم المكان الذي وقعت فيه حادثة أصحاب الكهف. ولذلك اختلف المؤرخون والمعلقون حول موقع الكهف، إذ تأثر معظمهم بالحكايات المسيحية. وقالت في التقاليد المسيحية: المغارة في مدينة أفسس بآسيا الوسطى، وممن قال ذلك الطبري وابن كثير والزمخشري.

ويقول المسعودي: المغارة في بلاد الروم شمالاً وكان الصبيان من أهل أفسس من بلاد الروم.

وأما ابن عباس فقال: الكهف قريب من أيلة وهي مدينة على ساحل بحر القلزم أو البحر الأحمر قرب الشام.

يستيقظ أهل الكهف من سباتهم الطويل

وبعد الوقت الذي نام فيه أصحاب الكهف، والذي كان بلا شك مشيئة الله، استيقظ أصحاب الكهف من نومهم. نظر أصحاب الكهف إلى بعضهم البعض، متسائلين كم من الوقت ظلوا نائمين وكيف تغير الكهف!

قالوا: ربما نمنا يوما أو بعض النهار، فقال أحدهم: الله وحده يعلم كم لبثنا في هذا الغار.

كان الأولاد جائعين جدًا فقال أحدهم:

وينبغي لأحدنا أن يذهب ويشتري لنفسه شيئا يأكله بهذا المال، ويتأكد من أن لا أحد يعرف مكاننا، لأنهم لو عرفوا مكاننا لقتلونا أو ردونا إلى دينهم.

يصل أصحاب الكهف إلى المدينة

لقد عرفوا بلا شك أنه بعد ذلك الوقت الذي ينام فيه سكان الكهف، تغير كل شيء في المدينة بالتأكيد!

ومرت السنين بل القرون على المدينة التي يعيشون فيها حتى جاء حاكم عادل ليحكمهم بالعدل. وكان أهل المدينة يعرفون قصة أصحاب الكهف جيدًا حتى أنها تناقلتها جيلًا بعد جيل، بل وذكرت لهم على الألواح.

وعندما نزل أحد أصحاب الكهف ليشتري طعاماً، اندهش التجار من الدراهم التي كانت معه، لأنها بالتأكيد مختلفة عن الدراهم في ذلك الوقت! فأتوا به إلى الملك وقالوا له: هذا الصبي لديه كنز، فعرف الملك أن هذا الصبي من أصحاب الكهف!!

ما هي أسماء أصحاب الكهف؟

وفي الحقيقة لا توجد آثار أو أدلة أو معلومات صحيحة عن أسماء أصحاب الكهف، وذلك لأن القرآن لم يقصد ذكر تفاصيل لا يقوم عليها عمل ولا فائدة، ولا يوجد شيء من هذا القبيل حتى أي خبر في السنة الصحيحة لا عن الصحابة ولا عن التابعين، بل ما ذكره بعض المفسرين من الأسماء. وهؤلاء الشباب مأخوذون من كلام أهل الكتاب والأسماء التي ذكرها الطبري -رحمه الله- وغيره من المفسرين.

وهذه الأسماء ذكرها الطبري وغيره:

ماكسالمينا ويمليخا، محسيملنينا ومارتوس، قيشوتوش ودينموس، ياتونس وبيرونوس.

كما ترون، هذه أسماء أجنبية. ويقال أنهم رومانيون في الأصل. لكن الأسماء المذكورة تشير إلى ثمانية أولاد، والراجح من أقوال أهل العلم أنهم سبعة وثامنهم كلبهم.

موت أصحاب الكهف

وعندما علم الملك الصالح بقصة أصحاب الكهف، أحضر الصبي إلى أصدقائه ليخبرهم بما حدث، وهكذا ركب الملك وأصحابه معه إلى الكهف لرؤيتهم. وحتى عندما وصلوا إلى الكهف وجدوهم جميعاً أمواتاً، وجاء وقتهم في وقت أيقن الناس فيه بمعجزتهم وآمن أهل القرية بالله عز وجل وحده. حتى تبقى قصة أصحاب الكهف الخالدة شهادة على قدرة الله عز وجل.

وقد احتار الناس في أصحاب الكهف وكيف يعظمون مكانة هؤلاء الشباب! وطالب بعضهم ببناء هيكل فوق كهفهم، وطالب آخرون ببناء مسجد لهم، وغلبت المجموعة الثانية على شرفهم.

المغزى من القصة القصيرة لأصحاب الكهف

  • التضحية والجهاد والصبر وتحمل المشاق في سبيل الله ونصرة دينه.
  • آمن بالتوكل على الله وترك الأمور له وحده فهو القادر على كل شيء.
  • والانسحاب من الكفار والتمسك بدين التوحيد مهما كان الأمر.

خاتمة مختصر تاريخ أصحاب الكهف

وبانتهاء تاريخ أصحاب الكهف القصير، انفتح فصل من الإخلاص والإيمان والتمسك بدين الله في الدنيا. وتبقى قصة أصحاب الكهف منارة في كل الأديان السماوية لكل عاقل يهتدي بها إلى نور الله وتوحيده.