وعباد الرحمن يعني عباد الله المطيعين له، والمبتغين مرضاته -سبحانه- تعالى، والمبتعدين عن سخطه وسخطه. وهم عباد متواضعون، صابرون، خاضعون لربهم، مجتنبون كل ما نهى الله تعالى عنهم، وملتزمون بكل ما أمر الله عز وجل، فحمد الله عز وجل هؤلاء العباد، ووصفهم بعباد الرحمن عز وجل، الذين هم بالقرب من الذيل، وسوف نتعرف عليهم بالتفصيل.

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

وفيما يلي شرح لصفات عباد الرحمن المذكورة في سورة الفرقان:

  • التواضع: وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً} فهؤلاء العباد متواضعون مع الآخرين، لا يتكبرون على الآخرين وهم ولا يستكبرون، يخفضون المؤمنين بجناح الذل ويعاملونهم بالتواضع.
  • الإعراض عن الجاهلين: وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً هؤلاء العباد اجتنبوا اللغو والعمل}. يجهل ويعرض عن حديثهم أو نقاشهم لأن حديثهم لا يؤدي إلى نتيجة.
  • يبيتون قياماً وطاعة: وقد وردت هذه الصفة في قوله تعالى: {والذين يبيتون ركعاً قياماً لربهم}، حيث يبيت عباد الرحمن الليل مملوءه بالصلاة والعبادة والدعاء لكسب رضاء الله تعالى والابتعاد عن سخطه.
  • الخوف من عذاب الله وسخطه: وذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: {والذين يقولون ربنا جنبنا عذاب جهنم إن عذابها كان سيئا عباد المؤمنين}. الرحمن يخافون من عذاب الله تعالى وغضبه، ولا يخافون إلا الله تعالى لأنه وحده المستحق للعبادة.
  • الميزان والإسراف: ورد ذلك في قوله تعالى في سورة الفرقان: {والذين في إنفاقهم لم يسرفوا ولم يبخلوا وكان بينهما ميزان}، فعباد الرحمن لا ينفقون بلا داع، لكنهم مقتصدون وغير مبذرين؛ لأن المسرفين هم إخوان الشياطين، وقد أدان الله تعالى نوعية الإسراف والإسراف، ودعا إلى الاعتدال في كل شيء.
  • لا يشركون الله مع أي إله آخر: جاء ذلك في قوله تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر} هؤلاء العباد لا يشركون الله مع أي إنسان آخر هو – سبحانه – – ولا يدعون مع الله أحدا غيره .
  • ولا يحاولون قتل النفس التي حرم الله: وهذا قوله تعالى في سورة الفرقان: {ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق}. ويتجنب عباد الرحمن قتل النفس الذي حرم الله، لأن قتل النفس من أعظم الذنوب التي يمكن أن يرتكبها العباد.
  • ولا يزنون: وهذا قوله تعالى: {ومن يفعل ذلك يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد في ذلك الخزي. إلا الذين تابوا وآمنوا. أولئك الذين تحولت سيئاتهم إلى حسنات وكان الله غفورا رحيما.} فعباد الرحمن لا يزنون سواء اقتربوا منه مهما حدث، ولكنهم يعلمون أن الزنا يؤدي إلى ذنوب كثيرة، فهو من أعظم الذنوب، ويلحق الضرر بالنفس والآخرين.
  • يضيفون توبتهم الصادقة إلى الله عز وجل: وذلك مذكور في قوله تعالى: {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله}، فكثيرا ما يستغفر عباد الرحمن ويتوبون إلى الله توبة نصوحا. تعالى، لأن الله عز وجل يغفر الذنوب الكبيرة والصغيرة إذا كثر عباده من التوبة والاستغفار عند ارتكاب الذنوب.
  • ولا يشهدون الزور: وهذا في قوله تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} فعباد الرحمن لا يستطيعون أن يشهدوا الزور والبهتان لأن شهادة الزور تعني إسقاط حقوق العباد. وهو أيضًا سبب سخط الله تعالى وغضبه.
  • يبتعدون عن اللغو: {وإذا مروا باللغو مروا كراماً} هؤلاء العباد يبتعدون عن اللغو، ويمرون باللغو بكرامة، لأن الله تعالى نهى عن كلام السفهاء، ونهى عن مخالطة السفهاء. .
  • يتأملون آيات الله عز وجل ولا يعرضون عنها: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يقعوا عليها صمًا وعميًا}، فعباد الرحمن تأملوا آيات الله عز وجل وافهموها وحاولوا تطبيقها في حياتهم اليومية، ولا تتخذوا موقف الحياد تجاهها وكأنكم صم وعميان.
  • وندعو الله أن يرزقهم الذرية الصالحة: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً}. ويرزقهم تعالى الذرية الصالحة التي يريدها، ويدعون إليه أن يجعل أبنائهم وأزواجهم من عباده الصالحين.