شرح قصيدة “سكنك في القلب” للشاعر عمر بهاء الدين العميري والصور الفنية الواردة فيها يبحث عنها الكثير من الناس وخاصة الطلاب. وقد أدرجت هذه القصيدة في العديد من المناهج الدراسية في الوطن العربي، وفي هذا المقال سنقدم للزوار الكرام معلومات عن الشاعر عمر بهاء الدين العميري، كما سنتعرف على شرح قصيدته عن الأطفال، و وسنتعرف على معنى الكلمات والمفردات الصعبة في القصيدة، والصور الفنية والبلاغية التي تحتويها، وغيرها من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بها.

من هو مؤلف قصيدة سكنهم في القلب؟

مؤلف القصيدة هو الشاعر السوري عمر بهاء الدين العميري وهو عمر صدقي بن محمد بهاء الدين بن عمر صدقي بن هاشم آغا بن حاج عيسى آغا بن الحاج موسى آغا بن الحاج حسن حلبي بن حاج أحمد أمير، شاعر ودبلوماسي سوري من مدينة حلب، ولد عام 1916م، كان من الشخصيات البارزة في سوريا في القرن العشرين. كان ذو نزعة صوفية وكان عضوا في جماعة الإخوان المسلمين. وتميز شعره بالصدق وعفوية العاطفة، وتناول في كتاباته العديد من المواضيع السياسية والعاطفية والدينية والاجتماعية وغيرها. تلقى تعليمه الأول في المدرسة الفاروقية بحلب. تعلم القرآن الكريم وهو صغير، وتابع دراسته في مدارس حلب، فدرس الأدب والفلسفة والعلوم وعلم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ والأخلاق وغيرها. كان مولعاً جداً بالشعر العربي وبعد حفظ القرآن الكريم، تفرغ بالكامل للشعر، وحفظ روائع الشعر العربي في كل العصور.

ثم درس الحقوق في الجامعة السورية وحصل على إجازة في الحقوق ليصبح محامياً. ثم سافر إلى باريس لمواصلة دراسته حيث درس الأدب العربي والعالمي، ودرس فقه اللغة، وحصل على شهادة عليا في جامعة السوربون الفرنسية. وبعد عودته عاد إلى دمشق وعمل مديراً للمعهد العربي الإسلامي. كما قام بتدريس الفقه والأدب والحضارة الإسلامية والقانون لفترة طويلة في العديد من الجامعات العربية والأجنبية. توفي عام 1992م ودفن في مقبرة البقيع بالمملكة العربية السعودية.

شرح القصيدة سكنك في القلب

وتعتبر هذه القصيدة من أشهر قصائد الشاعر السوري عمر بهاء الدين العميري. ونظراً لطبيعة عمله فقد أمضى الشاعر معظم حياته متنقلاً بعيداً عن أبنائه وأهله، فالقصيدة تعبر عن الوحدة والشوق والحنين إليهم، إذ يقول في بدايتها: أين الدراسة شبيهة اللعب. ؟ مقفى مع مزدوج ب. وهي من القصائد الطويلة حيث يصل عدد أبيات القصيدة بأكملها إلى 28 سطراً. وفيما يلي شرح القصيدة:

  • أين الضجيج الجميل والإثارة؟ أين الطفولة بكل ما فيها من إثارة؟ أين الدمى على الأرض والكتب؟

وبعد أن أصبح بعيداً عن أبنائه ووحيداً بدونهم، يتساءل الشاعر: أين تلك الأصوات العالية والمرتفعة التي أحدثوها في البيت، وأين الفوضى والبؤس الذي ملأت البيت، وأين مكان العمل هذا؟ وليتعلموا أنهم اختلطوا بالألعاب بسبب تعاستهم، وأين هذه الطفولة المليئة بـ… المنزل مليء بالألعاب والكتب على الأرض، وهذا يدل على أن الشاعر يفتقد كل هذه الأشياء كثيراً.

  • أين الحجة بلا معنى؟ أين الشكوى بلا سبب؟ أين البكاء والضحك في نفس الوقت… والحزن والفرح؟

وحيث قاموا بمشاجراتهم ومآسيهم دون أي هدف إلا من أجل الترفيه وإحداث الفوضى، وحيث كانوا يتذمرون باستمرار ويظهرون عدم الرضا ولو بدون سبب، وحيث يلجأون إلى البكاء المصطنع أو الضحك المصطنع في نفس الوقت ويظهر الحزن والفرح في نفس الوقت.

  • أين المنافسة التي تحرص على أن تكون بقربي عندما تأكل أو تشرب، وتتزاحم على الجلوس معي والقرب مني حيثما توجهت؟

ومن الأشياء الكثيرة التي يفتقدها الشاعر في غياب أبنائه يسردها كلها ويتابع: حيث كانوا يسعدوني بالتنافس على الجلوس بجواري حبا وشوقا لي سواء كان ذلك عندما يجلسون لتناول الطعام أو عندما يريدون شرب مشروب معين، وكانوا دائمًا يسببون حشدًا عندما يريدون الجلوس معي وبالقرب مني، في أي مكان… لم يذهبوا أو لم يرغبوا في الجلوس معًا.

  • ويلجأون إلى شيء طبيعي عندهم عندما يشعرون بالخوف، حتى لو رغبوا في ذلك. فغن لهم إنذارًا عندما يغضبون، وتهديدًا لهم عندما يغضبون.

وكانت طبيعتهم وعفويتهم هي التي جعلهم الله تعالى يندفعون نحوي، سواء كانوا خائفين أو مسرورين. في كل حالاتهم كانوا يريدون أن يكونوا معي وقريبين مني ويصرخون: “بابا”، وعندما يغضبون يصرخون: “بابا” يريدون الحصول على أشياء لطيفة مني ويوجهون التهديدات.

  • بالأمس ملأوا بيتنا واليوم آه رحلوا وكأن الصمت الذي استقر ثقله في البيت وهم يستقرون.

بالأمس ملأوا البيت بحضورهم وبكائهم وضحكهم واليوم يا حزني وبؤسي على غيابهم اختفوا كأنهم لم يكونوا هنا ونزل الصمت كالجبال العظيمة بحملهم على هذا المنزل وخلق جو من الحزن والبؤس.

  • النوم المحموم هو هدوءه الذي ينتشر فيه الخوف والتعب. لقد رحلوا، نعم رحلوا، وموطنهم في القلب، بقدر ما ذهبوا وبقدر ما وصلوا.

وكأن ما سببه هذا الصمت الرهيب بعد غيابها هو مثل القيلولة التي يأخذها المصاب بالحمى، قيلولة فيها التعب والإرهاق والأوجاع والآلام هي أمر النهار. لقد اختفوا بالفعل من هنا، لكنهم مع ذلك ما زالوا يعيشون في القلب وما زال القلب يشعر بوجودهم فيه ولن يغادروه أبدًا.

  • أراهم أينما ذهب نظري، وقد جثموا وقفزوا، وفي كل زاوية منهم حشد، وفي كل زاوية ضجيج.

أراهم أينما نظرت وأينما وقعت عيني، في المكان الذي جلسوا فيه، في المكان الذي انتقلوا إليه، في كل مكان في المنزل لديهم علامات تشير إلى أنهم كانوا هنا، ولا أزال أشعر بأصواتهم وأصواتهم. ضجيج في كل زاوية، وكأنهم لم يغادروا هذا المنزل بالأمس.

  • أراهم أينما التفت. وقد يتعجب المقعد من الرجل الذي يبكي.

مازلت أراهم وأشعر بوجودهم أينما ذهبت في هذا المنزل، وكأنهم أسراب من الطيور الصغيرة الجميلة. قد يتفاجأ من يلومني إذا بكيت على انفصالهما، لكن في الحقيقة عدم بكائي على انفصالهما هو ما يجب أن يستغرب منه المرء، لأن من طبيعة الإنسان أن ينفصل للحداد على أولاده.

الصور الفنية في القصيدة تكمن في القلب

تحتوي قصيدة الشاعر عمر العميري على عدد كبير من الصور الفنية التي يعتمد عليها الشعراء عادة عند كتابة الشعر لإيصال المعنى للناس بطريقة غير مباشرة أجمل وأحلى. كما تضيف هذه الصور الفنية ألواناً موسيقية إلى القصائد، وتستخدم أساليب لغوية مختلفة لتجميل وتجميل الأبيات الشعرية والأشعار. وتشتمل القصيدة على الصور الفنية والبلاغية الرئيسية:

  • أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية أكثر من مرة في القصيدة، كما في قول الشاعر: “أين الضجيج العذب والاضطراب؟” بهذه الكلمات وصف الشاعر لعب الأطفال والفوضى التي كانت تتواجد بهم في المنزل تسبب.
  • مثل بليغ: قيل في قوله: “ومنزلهم في القلب حيث ذهبوا واقتربوا” وشبه القلب بمساكن الأولاد لكنه تركها جهاز المثل وهذا الوجه من التشابه.
  • أسلوب الطباق: ورد أسلوب الطباق في قصيدة الشاعر: أين البكاء والضحك في نفس الوقت… وذكر الطباق مرتين هنا؟ لهما معنيان متضادان، وذكر الحزن والفرح، ولهما أيضا معنيان متضادان.
  • الاستعارة: ظهرت الاستعارة في قول الشاعر: “وكأن الصمت الذي تنزل أثقاله على البيت يغرق”، وقد شبه الشاعر الصمت بشيء مادي له وزن، فذكر التشابه الذي هو الصمت، وعبر وضرب المثل وذكر إحدى خواصه، وهي أن له ثقلاً يمكن أن يغوص في البيت.
  • أسلوب الجناس: ورد أسلوب الجناس في قوله: أين الجناس بلا غرض، أين الشكوى التي لا سبب لها، وذكرت كلمة الفتنة والفتنة، وفيها جناس ناقص لأن آخر كل حرف فكل كلمة تختلف عن الأخرى.

معنى المفردات الصعبة في قصيدة “سكنك في القلب”.

هناك بعض الكلمات التي قد تكون صعبة وغير مفهومة للكثير من الناس في الأشعار، لأن اللغة العربية الفصحى هي اللغة التي يكتب بها الشعر والأدب، والعديد من الكلمات لا تستخدم في اللهجات العامية بين الناس وبالتالي هناك كلمات كثيرة وهي من الصعب أن نفهم دون اللجوء إلى القواميس. وقد ألف كتباً في شرحها وتوضيح معناها المقصود. وفيما يلي شرح للمفردات الصعبة في القصيدة.

الفرديشرح المفرد
الضجةصوت عالٍ ومتداخل
تمردإثارة الفوضى والاضطرابات
مشابهامزجها معها
الخلافالبؤس والفوضى
تشاكيكثرة الشكوى والشكوى
إخلاصالحب الشديد والعاطفة
هم يريدونلقد كانوا راضين وأرادوا الحب
كانوا سعداءكانوا سعداء
ارتفاع درجة الحرارةالشخص المصاب بالحمى
لقد خرجواابق بعيدا
قفزواقفزوا وتحركوا
القطةمن أجمل أنواع الطيور

شرح قصيدة سكنك في القلب pdf

يرغب الكثير من الأشخاص في الحصول على شرح لقصيدة الشاعر عمر بهاء الدين العامري على شكل ملف PDF حتى يستفيدوا منها في أمور أخرى كما يرغب البعض في الحصول على شرح للقصيدة كذلك حتى يتمكنوا من طباعتها واستخدامها في شكل ورقي لأغراض عديدة. يمكن الحصول على جميع أبيات القصيدة في شكل ملف PDF من خلال النقر على الرابط “”.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال يشرح قصيدة “سكنك في القلب” للشاعر عمر بهاء الدين العامري وما تحتويه من صور فنية. تعرفنا على بعض المعلومات عن الشاعر السوري عمر بهاء الدين العامري، كما تعرفنا على شرح أبيات قصيدته السابقة، وما تحتويه من صور بلاغية وفنية، بالإضافة إلى المعاني الأساسية الصعبة المفردات وغيرها من المعلومات والتفاصيل.