أيهما أصح؟ (إن شاء الله) أو (إن شاء الله) كثيرا ما نرى في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في قسم التعليقات أو أثناء تبادل الرسائل في عدد من تطبيقات الدردشة مثل الواتس اب أو الماسنجر وغيرها من التطبيقات التي ترسل الرسالة إن شاء الله بهذه الطريقة . “إن شاء الله” وهذا يمكن أن يكون إما نتيجة خطأ لغوي غير مقصود أو نتيجة عدم الوعي بمعنى هذه الكلمة وهذا سيكون موضوع مقال اليوم لمعرفة الفرق بين هاتين الكلمتين: إن شاء الله وإن شاء الله أيهما أصح؟

الفرق بين ما شاء الله وما شاء الله

  • قبل أن نتحدث عن أهمية إعلان الوصية وشرحها في كلامنا وجعلها من أسس العبارات التي نقولها دائما، لا بد من توضيح نقطة مهمة جدا، وأهميتها ترجع لكثرة حدوثها القاتلة والخطأ هو توضيح الفرق بين ما شاء الله وما شاء الله، وهو ما يعتقد البعض أنه خطأ. وفيهما اختلاف في المعنى يخالف الحق.

  • وقد بيّن العلماء أن المعنى مختلف بين الجملتين. نبدأ بتوضيح المقصود بـ “إن شاء الله” أي أن الأمر سيتم بمشيئة الله عز وجل عندما يشاء الرب سبحانه وتعالى أن يحدث ويتحقق. ولله الأمر من قبل ومن بعد، وليس لنا في الحياة الدنيا إلا التمني والرجاء من الله أن يتحقق ما قد تحقق. نتمنى لكم كل التوفيق.

  • أما الجملة الثانية “إن شاء الله” ففكر معي هنا في الفعل “إنشا” الذي يأتي من الفعل المضارع “خلق” والذي ماضيه “خلق” والذي يظهر في قوله تعالى : “إنا خلقناهم طوعا” ومعنى ذلك موجود في القاموس اللغوي. فيكون معنى الجملة لو حذفنا كلمة “خلق” وأدخلنا مرادفها وهو “خلق” أي “ال”. عبارة “أوجدنا الله” والعياذ بالله تعالى في هذا الأمر. ولذلك فإن هذا خطأ جسيم يجب ألا نقع فيه. ولذلك يصح كتابة “إن شاء الله” هنا.

القرار على البيان: “إن شاء الله”.

  • قال الله تعالى في كتاب العزيز: “ولا تقولوا لشيء إني فاعل هذا غدا إلا أن يشاء الله”. [الكهف:23-24]

    وهذه الآية القرآنية كانت توجيهاً للنبي صلى الله عليه وسلم إلى مراعاة هذه الآداب التي تتمثل في تقديم السبق والتعبير عن الإرادة في مختلف الأمور المتعلقة به.

  • وإلى الأحاديث التي تؤكد ضرورة القول إن شاء الله في كل أمر نقوم به مهما كان بسيطاً وسهلاً:

وما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال سليمان بن داود نبي الله : “أطوف الليلة على سبعين امرأة تأتي كل واحدة منهن معها غلام يجاهد في سبيل الله، فقال صاحبه أو الملك: تكلم إن شاء الله، فلم يقل شيئا ونسي: ولم يأت أحد من نسائه إلا امرأة جاءت بنصيب الصبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قال: إن شاء الله ما حنث. لكان فرجًا له في كربته.

أي إن شاء الله

والمقصود بكلمة (إن شاء الله) كما ذكرنا من المصطلحات الشائعة بين المسلمين والتي لا يمكن أن تغيب عنا في كلامنا، فهي تعكس الإيمان الباطني واليقين بأن كل أمر من الله مكتوب ومقدر. هو الرب سبحانه، وأن كل شيء يتم بغير إرادة الله ومشيئته، ولكن أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له: كن فيكون. أما بالنسبة لوضع الجملة في التحليل فإن أحد حروف شرط الإيجاب موجود هنا ولا محل له في التحليل. يريد، فعل الله في الزمن الماضي، لفظ الجلالة هو الفاعل.

إن شاء الله في القرآن

وهكذا أدركنا جميعاً قيمة وأهمية أن نقول دائماً في كلامنا “إن شاء الله”، ومما يؤكد ضرورة وأهمية هذا اللفظ وقوعه في عدد من الآيات القرآنية في القرآن الكريم: مشتمل:

  • والحقيقة أن البقر أصبح مثلنا، بل إنا إن شاء الله لمهتدون. (البقرة 70)

  • ولو شاء الله لكنت ساعدتك. حقا إن الله عزيز حكيم. (البقرة 220)

  • سيغنيك الله من فضله إذا أراد. في الواقع، الله هو كلي المعرفة والحكمة. (سورة التوبة 28)

  • قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمُهُ اللَّهُ إِذَا يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِهِ بِعَاجِلِينَ (هود 33)

  • “وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” (يوسف 99).

  • قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي أمرا مما أمرت به (الكهف 69)

  • ستجدني إن شاء الله من الصالحين. (القصص 27)

  • افعل ما أمرت به. ستجدني إن شاء الله من الصابرين. (الصافات 102) .

  • ستدخلون المسجد الحرام حتماً إن شاء الله بأمان وحرية. (الفتح 27)

الفرق بين ما شاء الله وما شاء الله

وهذا أيضاً أمر مهم لنا أن نوضحه، لأن كثيراً من الناس يستبدلون عبارة “إن شاء الله” بمقولة “إن شاء الله” ونوضح الفرق هنا كالتالي:

  • إن شاء الله سيأتي عندما أهتم شخصيًا بعمل شيء ما أو قضاء حاجة لنفسي في المستقبل. فمثلاً في قوله تعالى: “إن البقر مثلنا وإنا إن شاء الله نقودها” أي أنهم هم أنفسهم سيذبحون البقرة، أي ستجدني مثل ذلك والله. راغبًا وصابرًا وغير عاصي لأمرك. وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر.

  • وهذا يعني إن شاء الله أي عمل يحدث خارجاً عن إرادتي ولا أستطيع أن أتدخل في حدوثه وحدوثه سواء بالمنع أو بالتدخل. وهذا واضح في قوله تعالى: “قل من كان عدواً لجبريل فإنه ينزله في قلبك إن شاء الله” هذا هو نزول القرآن على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. له السلام. ولم يكن للرسول صلى الله عليه وسلم يد في ذلك.

  • وكذلك يقول الله تعالى: “وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله” وهنا المعنى أوضح، فالكثرة تهزم القلة في العدد. ولكن هناك أمر آخر: إن هذه القاعدة غير موجودة بمشيئة الله وحده وبإذنه. فإذا أراد القلة أن تهزم الكثيرين، وهو ما يظهر في قصة جيش طالوت. وبانتصاره على جالوت يتضح لنا الفرق بإذن الله وبإذن الله.

وبهذا نصل إلى نهاية مقال اليوم. ايهم الاصح؟ (إن شاء الله) أو (إن شاء الله) وننتظر تعليقاتكم تحت المقال.