على الرغم من التقدم الكبير الذي حققه العلم في علاج مختلف أنواع السرطان، إلا أن السرطان يظل حتى الآن السبب الرئيسي الثاني للوفاة بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، وبالتالي فإن تزايد خطر هذا المرض يجبرنا على عدم تجاهل أسبابه. ولهذا السبب خصصنا هذا المقال للحديث عن أسباب الإصابة بالسرطان وطرق الوقاية منه.

لمحة عامة عن السرطان

قبل أن نتحدث عن أسباب الإصابة بالسرطان، لا بد أن نعلمكم ما هو هذا المرض. السرطان هو انتشار فوضوي يؤثر على بعض الخلايا التي تشكل الأنسجة. وهذا يخلق أورامًا تختلف عن بعضها البعض من حيث حجمها وقدرتها على غزو الأنسجة المتبقية.

تعتبر القدرة على غزو الأنسجة المجاورة، وكذلك إمكانية التسبب في اضطراب أيضي حاد، بمثابة فرق تشخيصي بين الورم السرطاني الخبيث والورم الذي يوصف بالحميد. هذا الأخير يفتقر إلى القدرة على اختراق الأنسجة أو التسبب في اضطرابات التمثيل الغذائي.

أسباب الإصابة بالسرطان

يمكن أن تكون أسباب السرطان فيزيائية وكيميائية وبيولوجية وخلقية. إلا أن جميع هذه الأسباب تؤدي إلى نتيجة واحدة من شأنها أن تؤدي إلى نشوء ورم سرطاني، ألا وهو خلل في الجينات التي تشكل الحمض النووي للخلايا، مما يؤدي في النهاية إلى تكاثرها الفوضوي والعشوائي وبالتالي ظهورها. ورم خبيث. وفيما يلي سنتناول كل سبب من الأسباب المذكورة بالتفصيل:

أولاً: الأسباب الجسدية للسرطان – وكيفية الوقاية منها

السبب الجسدي الأول للسرطان هو التعرض المفرط لأشعة الشمس. وخاصة بالنسبة لأولئك الذين لديهم بشرة عادلة. ربما تكون الفترة ما بين العاشرة صباحاً والثالثة بعد الظهر هي الفترة الأكثر شيوعاً في التسبب بسرطان الجلد. ومن هنا نرى السبب الذي يجعل الكثير من الأطباء يحذرون من عواقب التعرض للشمس للحصول على اللون البني.

وليس من المستغرب أن نشير إلى الإشعاع كأحد أسباب الإصابة بالسرطان. ولا يقتصر الأمر هنا على أنواع معينة من الإشعاع، بل يتعلق بمعظم أنواع الإشعاع، سواء كان الإشعاع الناتج عن استخدام الطاقة النووية لأغراض مفيدة مثل توليد الكهرباء، أو الإشعاع الناتج عن استخدام الأسلحة النووية أو حتى الإشعاع النتائج إلى المشاركين في تشخيص وعلاج بعض الأمراض.

ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة:

1. ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان بعد حادثة تشيرنوبيل النووية الشهيرة، وقد تم استخدام الأخيرة لأغراض صحية

2. يشهد التاريخ على ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان التي أصابت الأجيال التي تلت حادثتي هيروشيما وناكازاكي في اليابان (المدن اليابانية التي هاجمتها الولايات المتحدة الأمريكية بالقنابل الذرية خلال الحرب العالمية الثانية).

3. الأشعة السينية للأغراض التشخيصية والعلاجية. لقد كثر الحديث عن أن معدل واحتمال الإصابة بالسرطان أعلى بين العاملين في المجال الطبي الذين يعملون بهذه الأجهزة مقارنة بغيرهم، وأن الأشخاص الذين يخضعون لدورات إشعاعية لعلاج أنواع معينة من السرطان يخضعون لمثل هذه العلاجات يمكن أن يعانون من أمراض أخرى. أنواع السرطان في المستقبل.

وعندما يتعلق الأمر بسبل الوقاية من الإشعاع، فإن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تشجيع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني على سن قوانين صارمة للتعامل مع الإشعاع. على سبيل المثال، فرض إدخال مصادر الطاقة البديلة باعتبارها أكثر أنواع مصادر الطاقة أمانًا، وتجريم وحظر استخدام الأسلحة النووية، وارتداء سترات واقية من الرصاص لكل من العاملين في قسم الأشعة بالمستشفيات والمرضى الذين يخضعون لمثل هذا العلاج يتم التأكيد على قدم المساواة.

ثانياً: الأسباب الكيميائية – وكيفية الوقاية منها

وقبل أن نتطرق إلى أشهر المواد الكيميائية المتهمة بالتسبب في مرض السرطان، تجدر الإشارة إلى أن هذه المواد تدخل عادة إلى جسم الإنسان عبر إحدى الطرق التالية:

1. الفم: عند البدء بتناول الأطعمة أو المشروبات أو الأدوية التي قد تحتوي على مواد مسببة للسرطان. على سبيل المثال، الألوان والنكهات

2. الأنف: يعتبر هذا الطريق أيضاً من الطرق التي تسلكها بعض المواد المسرطنة كدخان التبغ أو ملوثات الهواء التي تنتشر عبر عوادم السيارات مثلاً.

3. الجلد: رغم أن هذه الطريقة تعتبر غير ذات أهمية، إلا أننا لا نستطيع أن نستبعد احتمالية إصابة الشخص بالسرطان نتيجة ملامسته لفترة طويلة لبعض الأصباغ أو المواد الكيميائية التي تدخل الجسم عبر مسام الجلد.

وبالعودة إلى الأسباب الكيميائية للسرطان، فإن هذه الأسباب غالبا ما تنحصر في ثلاث مواد رئيسية، رغم أنها ليست الوحيدة التي تسبب الإصابات، إلا أنها لا تزال تمثل النصيب الأكبر من هذه الأمراض، وهي:

أثبتت الدراسات بشكل قاطع أن تدخين التبغ هو العامل الرئيسي في تطور سرطان الرئتين وزوائد الجهاز التنفسي.

ويعتبر إدمان الكحول من أكثر العادات المسببة لسرطان الرئة والحنجرة والحنجرة، إلى جانب سرطان المعدة والقولون والبنكرياس والكبد والمثانة.

  • المواد الكيميائية التي تلوث البيئة

على سبيل المثال، يتم إلقاء المبيدات الحشرية وبعض مخلفات المصانع في الأنهار أو المسطحات المائية الطبيعية، مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية. ولا تنس أن نذكر أيضًا منتجات احتراق عوادم السيارات والمصانع.

بالنسبة له من الأفضل تجنب التدخين وتناول الكحول ويفضل دائمًا اتباع نظام غذائي طبيعي وطازج قدر الإمكان، والذي يحتوي بالإضافة إلى العناصر الغذائية على محتوى متوازن من المعادن والفيتامينات والدهون والكربوهيدرات والبروتينات. غني بالألياف حيث لها دور مهم في الحماية من سرطان القولون.

ثالثاً: الأسباب البيولوجية للسرطان – وطرق الوقاية المتوفرة

يكثر الحديث في الأوساط الطبية عن وجود بعض الكائنات الحية الدقيقة مثل الفيروسات والبكتيريا وحتى الفطريات التي تصيب الإنسان بالعديد من أشكال السرطان. واستمراراً للحديث عن الأسباب البيولوجية للسرطان نذكر ما يلي:

تتضمن أمثلة السرطان البشري كمضاعفات للعدوى الفيروسية ما يلي:

1. فيروس الورم الحليمي البشري. (يسبب في المقام الأول سرطان عنق الرحم ويمكن أن يؤدي إلى سرطان الجلد والأغشية المخاطية لدى الرجال والنساء على حد سواء). فيروس التهاب الكبد BC (يسبب عادة سرطان الكبد)3. فيروس ابشتاين بار EBV4. فيروس HTLV-1

والوقاية من هذه الأسباب البيولوجية للسرطان تتم من خلال تجنب العلاقات الجنسية المحرمة، والتي غالباً ما تؤدي إلى انتقال هذا النوع من الفيروسات. بالإضافة إلى ذلك، لا تشاركي الأدوات الشخصية التي قد تكون مختلطة بالإفرازات، مثل: ب- أدوات الحلاقة.

واحدة من الأمثلة الأكثر شهرة للبكتيريا التي يمكن أن تسبب السرطان هي هيليكوباكتر بيلوري. والذي عادة ما يكون مسؤولاً عن سرطان المعدة.

على الرغم من أنه من النادر أن تسبب الفطريات السرطان، إلا أنه لا يوجد راحة من مثل هذه العدوى. ونذكر بشكل خاص الفطريات الموجودة في الفستق.

رابعاً: الأسباب الوراثية – وطرق الوقاية

وفي هذا السياق نذكر على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

  • متلازمة جاردنر: مثل هذه المتلازمة من شأنها أن تجعل الشباب عرضة للإصابة بسرطان القولون. وهذا الأخير غالبا ما يحدث عند كبار السن، ولكن عند وجود هذا الخلل الوراثي فإن العكس هو الصحيح كما سبق أن ذكرنا.
  • هناك أيضًا أدلة على أن الوراثة لها دور في تطور السرطان، مثل سرطان العين المسمى بالورم الأرومي الشبكي، والذي يمكن أن يكون ناجمًا عن عيوب خلقية.

والآلية التي يمكن أن تحيد هذا النوع من السرطان لا يمكن إلا أن تكون تجنب زواج الأقارب، لأن هذا النوع من الزواج يحمل إمكانية انتشار الطفرات الجينية.

اقرأ المزيد على موقعنا: