وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 300 مليون شخص من إجمالي سكان العالم يعانون من الاكتئاب النفسي، أي 3.8% من السكان، و5% منهم من البالغين. ونجد في هذه الإحصائيات دليلا قاطعا على انتشار هذا المرض. مرض خطير، والذي في الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى الانتحار.

تعريف الإكتئاب النفسي

يُعرف الاكتئاب النفسي بأنه “اضطراب مزاجي” ينتج عنه شعور عميق بالحزن المستمر وفقدان الرغبة والعاطفة. كما يؤدي إلى تزايد الميل نحو العزلة وقلة التركيز وعدم الاهتمام بالأمور الروتينية اليومية. علاوة على ذلك، غالبًا ما يكون مصحوبًا بكراهية الذات وعدم الرضا والشعور الداخلي بالذنب الذي لا يمكن تفسيره.

ويؤثر المرض على طريقة تفكير وشعور المريض، مما يؤدي إلى ظهور أعراض نفسية وجسدية، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يدفع المريض إلى الانتحار.

أنواع الإكتئاب النفسي

هناك أنواع عديدة من الاكتئاب النفسي. وفيما يلي سنذكر كل نوع من أنواع الاكتئاب، مع الإشارة إلى السمات والخصائص التي تميز نوعاً عن الآخر:

1. الاكتئاب الجزئي

يُطلق على هذا النوع من الاكتئاب أسماء مختلفة، مثل الاكتئاب الخفيف أو الاكتئاب الجزئي. ويمكن القول أن الاكتئاب الجزئي هو اضطراب مزاجي يستمر لفترة طويلة ولكنه لا يؤثر على أنشطة الحياة اليومية للمريض. وفي بعض الحالات قد يعاني المريض من تقلبات بين الاكتئاب الخفيف والاكتئاب الشديد والعكس. من غير المقبول تشخيص اضطراب المزاج على أنه اكتئاب خفيف، لأن المريض عادة لا يوصم بهذا النوع من الاكتئاب إلا إذا استمر لمدة عامين على الأقل.

2. الاكتئاب الموسمي

يحدث هذا النوع من الاكتئاب النفسي في فصل الشتاء بسبب قلة ضوء الشمس وينحسر تدريجيا مع بداية فصل الربيع. ومن الأعراض التشخيصية لدى المريض بهذا النوع، بالإضافة إلى الزيادة الملحوظة في الوزن، الميل إلى العزلة الاجتماعية وتفضيل النوم الكثير وزيادة كبيرة في الوزن.

3. الاكتئاب الذهاني

وهو تقاطع نوعين من الاضطرابات النفسية، حيث يلاحظ في هذا النوع من أمراض الاكتئاب أن الشخص يعاني من اكتئاب حاد بالإضافة إلى الهلوسة والأوهام، مثل: ب. أن يعاني المريض من الأوهام ويخاف من الفقر أو المرض.

4. اكتئاب ما بعد الولادة

لا ينبغي الخلط بين الاكتئاب والكآبة النفاسية الشائعة إلى حد ما. تعاني معظم النساء بعد الولادة من اضطراب المزاج بعد الولادة. وعادة ما تستمر لمدة أسبوعين فقط، وهو أمر طبيعي ويعزى إلى الاضطراب الهرموني في جسم المرأة. أما بالنسبة لاكتئاب ما بعد الولادة، فنلاحظ أن المرأة تعاني من اضطراب مزاجي حاد يرافقها أثناء الحمل ويبقى معها حتى بعد الولادة، مما يؤثر بشكل واضح وشديد على اهتمام المرأة بنفسها وبمولودها.

5. الاكتئاب ثنائي القطب

في هذا النوع من الاكتئاب النفسي، يمر الشخص بنوبات متكررة ومتتالية من الحزن العميق ومن ثم شعور غامر بالفرح والسعادة، ولهذا يطلق عليه اسم “ثنائي القطب”.

أسباب الإكتئاب النفسي

  • لديك مرض مزمن خطير
  • أسباب وراثية
  • أسباب شخصية (مثال: إذا كان الشخص ذو شخصية ضعيفة ويقلق كثيراً ويحتقر نفسه)
  • يسعى
  • كما أن العوامل الاجتماعية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، العنف أو الاعتداء أو حتى التنمر، بالإضافة إلى الضغوط والصعوبات الحياتية، يمكن أن تدفع الإنسان أيضاً إلى هاوية الاكتئاب النفسي.

أعراض المرض

لا يمكننا دائمًا وصف الاكتئاب بأعراض موحدة. وذلك لأن الأعراض التي تعالج هذا المرض تختلف حسب المريض نفسه، ودرجة وشدة المرض، ومدة الاكتئاب. ومع ذلك، تنقسم الأعراض بشكل عام إلى ثلاث فئات:

أولاً: الأعراض الجسدية

  • تقلبات في النوم، فغالباً ما يعاني المريض من اضطرابات في النوم.
  • الخمول والهزال والكسل في أداء أي مهمة.
  • يمكن أن يكون الاكتئاب مصحوبًا بفقدان الشهية وفقدان الوزن المرتبط به. بل على العكس من الممكن أن يؤدي إلى زيادة الشهية وبالتالي زيادة ملحوظة في الوزن.
  • اضطراب الصداع المزمن، بالإضافة إلى آلام العضلات العامة دون سبب عضوي واضح.
  • حركة بطيئة.
  • اضطراب في حركة الأمعاء، مما قد يؤدي إلى الإمساك.
  • عدم وجود رغبة في ممارسة الجنس.
  • تقلبات في توقيت الدورة الشهرية.

ثانياً: الأعراض النفسية

  • الشعور الدائم والمستمر بالحزن العميق
  • كراهية الذات
  • الشعور بالذنب دون سبب
  • التوتر المزمن المصحوب بالشعور بالخوف من المجهول
  • فقدان الرغبة والعاطفة
  • عدم التركيز والتردد الكبير يمنعان المريض من اتخاذ القرارات
  • – كثرة أفكار الموت حيث يفكر المريض بشكل مستمر في الانتحار

ثالثاً: الأعراض الاجتماعية

  • تفضيل العزلة وتجنب مخالطة الناس.
  • الإهمال في العمل أو المدرسة وعدم الاهتمام بهذه الواجبات.
  • لا أريد أن أقترب من العائلة أو الأصدقاء.
  • الاعتماد على الكحول أو المهدئات.

تشخيص الإكتئاب النفسي

يعتمد التشخيص بشكل أساسي على عدة أسئلة يتم طرحها على المريض مثل: ب- من السؤال عن تاريخ الاضطراب العاطفي الذي يعاني منه. وما إذا كانت هذه الأعراض تستمر بنفس المعدل لأكثر من أسبوعين.

كما يطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الفحوصات المخبرية لنفي وجود أي مشاكل عضوية من الممكن أن تسبب مثل هذه الأعراض. على سبيل المثال، يعاني المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين د من أعراض تشبه إلى حد كبير أعراض مريض الاكتئاب. بالإضافة إلى أن بعض الأعراض الناتجة عن أورام المخ وأمراض الغدة الدرقية تشبه إلى حد ما أعراض الاكتئاب النفسي.

علاج الإكتئاب النفسي

قبل البدء بالطرق العلاجية لعلاج الاكتئاب، تجدر الإشارة إلى أنه كلما تم تشخيص المرض في وقت مبكر، كلما كان العلاج أكثر فعالية. مجموعة الأدوية المستخدمة للعلاج تسمى “مضادات الاكتئاب”. على سبيل المثال، مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، أو حاصرات مستقبلات السيروتونين الانتقائية أو MOIs. وبشكل عام تستغرق هذه الأدوية عدة أسابيع حتى تظهر مفعولها ومدة العلاج عدة أشهر حسب قرار الطبيب المختص. علماً أنه في الحالات المتقدمة يجب أن يكون العلاج الدوائي مدعماً بالعلاج النفسي.

التمييز بين الحزن والاكتئاب

وتجدر الإشارة إلى أن الحزن شعور طبيعي ومن يفتقر إلى هذا الشعور يطلق عليه “شخص غير طبيعي”. لا مجال للشعور بالحزن عند فقدان شخص عزيز أو ترك علاقة رومانسية فاشلة، وغيرها من الأمور التي تولد هذا الشعور بطبيعة الحال. ومع ذلك، غالبًا ما يخلط بعض الأشخاص بين الحزن والاكتئاب، بل ويطلقون على أي شعور بالحزن اسم الاكتئاب. وهذه بالطبع مغالطة علمية لعدة أسباب:

  • الحزن شعور طبيعي، لكن الاكتئاب مرض
  • قد يفكر الشخص الحزين في المستقبل، ويستمتع ببعض الأشياء، ويمارس أنشطة الحياة. وفي المقابل نلاحظ أيضًا أن مريض الاكتئاب يكون غير قادر تمامًا على التفكير في المستقبل ويفتقر إلى أي رغبة أو شغف.
  • فعندما نحزن نرى أن الشخص ما زال محتفظاً بكرامته واحترامه لذاته، أما عندما يكون مكتئباً نفسياً يشعر الشخص بكراهية الذات.

وأخيرًا، ننصحك بمراجعة الطبيب بعد سلوك الإهمال إذا كنت تشعر بالحزن المستمر. وإذا كان اضطراب المزاج يرافقك لأكثر من أسبوعين. بالإضافة إلى ذلك، إذا شعرت أن هذا الشعور يؤثر على مسار حياتك، ويجعلك تنغلق على نفسك، وتتنصل من مسؤولياتك، وإذا شعرت بنفسك بالرغبة في الانتحار.