ويقصد بالقدر كل ما قدره الله تعالى لعباده من خير أو شر، والإيمان بالقدر خيره وشره هو من مراتب الإيمان، وقد كتب الله تعالى جميع مراتب العبادة منذ خلق الأرض. السماوات والأرض، وقد حفظ – سبحانه – هذه الأرقام عنده في اللوح المحفوظ، وجميع الأرقام بيد الله عز وجل، ولا يستطيع أحد تغييرها إلا بإذنه. سبحانه وتعالى.

ما هي مستويات القدر؟

فيما يلي قائمة بمستويات القدر الأربعة:

تلك هي الدرجة الأولى من القدر، والمراد بالعلم: العلم الأزلي الأزلي الذي لا بداية له، لأن العلم من صفات الله تعالى ومشتق منه. فهو سبحانه، وهو -سبحانه- أصل العلم في هذا الكون كله، وسيبقى إلى الأبد ما دامت السماوات والأرض موجودة في المستقبل، وقد حفظت منذ الأزل. وهناك أدلة كثيرة على هذه القيمة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا يعلمها } وما من حبة في ظلمات الظلمة الأرض ولا في أرض رطبة ولا يابسة إلا في كتاب”. فالله تعالى يعلم كل تفاصيل هذا الكون العظيم مهما كانت.

وهو في المرتبة الثانية من القدر بعد فئة العلم، وهو في مرتبة تالية للعلم الذي علمه الله تعالى لخلقه. والفرق بين العلم والكتابة هو أن العلم قديم وأزلي، أما الكتابة فهي بعد العلم، وكانت موجودة قبل أن يخلق الله تعالى السماوات والأرض بآلاف السنين. وعلى هذا فإن حديث عبد الله بن عمرو قال: (كتب الله مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة). والله تعالى كتب جميع أقدار عباده في اللوح المحفوظ من الخلق إلى ساعة القيامة، وكل شيء مكتوب عند الله تعالى في اللوح، ما يفعله بالعباد اليوم وغداً وبعد غد وكل يوم ولا يستطيع أحد أن يغير ما كتب الله تعالى معه في اللوح المحفوظ، ولا يصيبنا إلا ما كتبه الله تعالى لنا.

الإرادة تعني: إرادة الله تعالى التي خلق على أساسها الكون الذي خلقه، وسيطرته على هذا الكون بحيث تكون إرادته سبحانه ملزمة بها بشكل كامل ومطلق. فلا يفترض العمل أو يتخلف عنه، وهذا ما قاله تعالى في سورة آل عمران: {وكذلك الله يخلق ما إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون فتلك مشيئة الظالمين}. الله عز وجل، ولا يكون إلا مشيئته، ويؤمن المسلم أنه لا مشيئة فوق مشيئته سبحانه، لا يزيد ولا ينقص، ولا يحدث في السموات والأرض إلا ما يقدره الله عز وجل، والله تعالى أعلم. يهدي إلى الحق من يشاء من عباده ويضل من يشاء من عباده وقوته.

يعتبر الخلق المستوى الأخير من المصير. الخلق يعني: خلق الله تعالى كل ما في الأرض وما في السماء من مخلوقات، وبشر، وكائنات حية وغير حية، وهم يؤدون رغم ذلك، وقد أمر تعالى عباده بالعمل. فالعبد هو أول وآخر من يحاسب على أفعاله، وإذا كانت سيئة فهي سيئة. وقال الله تعالى في سورة التكوير: {من شاء منكم فليتصدق.* وما تشاؤوا إلا أن يشاء الله رب العالمين}.