موضوع هذا المقال هو ما يشرعه الرب تعالى لعباده المؤمنين أن يطلبوا منه المطر والغيث من خلال صلاة الاستسقاء اقتداء بسنة وهدى الحبيب المصطفى. وصلى الله عليه وسلم. ومن خلال هذا المقال سنتعرف أكثر على مفهوم هذه الصلاة وشروطها وسننها وضوابطها في شريعة الدين الإسلامي.

تعريف صلاة المطر

“الاستسقاء في اللغة هو استعمال المطر من كلمة “الري” ويعني “سقي الأرض والناس بالمطر والمطر”. وفي الشريعة تعريف المطر ومعناه هو طلب المطر والمطر من الله تبارك وتعالى بطريقة معينة عند الضرورة، والدعاء بالاستسقاء من أدعية التطوع التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. شرع صلى الله عليه وسلم على عباد الله صلى الله عليه وسلم أن يجتمعوا لصلاتها إذا كانت الأرض قاحلة وجحيبة، وحبس المطر ولم يسقط. فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة الكرام حين قحط وأصابهم المجاعة، وجمهور العلماء على أنها من السنن المؤكدة عنه. عليه أفضل الصلاة والسلام يصليها في أي وقت، سواء كان ليلاً أو نهاراً، إلا في وقت حرام، والله أعلم.

انظر ايضا:

شروط صلاة المطر

لا يشترط شروط خاصة لأداء صلاة الاستسقاء. بل الشروط اللازمة لكل صلاة، سواء كانت فرضاً أو تطوعاً. وهذه الشروط تعتبر سبباً للصلاة، وقد اختلف العلماء والفقهاء في عدد شروط الصلاة. فقال بعضهم ستة، وقال بعضهم خمسة، والشرط الذي فيه خلاف هو هل النية شرط في صحة النية أم لا، وأن أحوال المطر هي:

  • النية: هي أساس وشرط قبول العمل، وخاصة الصلاة، على ما نواه المسلم بقلبه دون أن يقوله.
  • طهارة البدن: يجب على المسلم أن يطهر نفسه من شوائب البدن الكبرى والصغرى، ويخلصه من النجاسات.
  • الطهارة في الملابس ومحل الصلاة: لا يجوز للمسلم أن يصلي بثياب نجسة، ولا تجوز صلاته فيها إلا إذا كان جاهلا بوجود هذه النجاسة. وعليه أيضاً أن يطهر مكان عبادته منها.
  • ستر العورة: حياء من الله عز وجل، يجب على الرجال والنساء ستر العورة في وقت الصلاة، فهو الحي القيوم.
  • بداية الوقت: دخول وقت الصلاة يشترط صحته، وإن كان جمهور العلماء قد أقروا أنه ليس هناك وقت محدد لصلاة الاستسقاء، إلا أنها تصح في أي وقت إلا أوقات النهي.
  • التوجه نحو القبلة: لا يجوز للمسلم أن ينحرف عن القبلة التي أقرها الله تعالى للمسلمين نحو الكعبة المشرفة.

انظر ايضا:

سنن صلاة المطر

هناك العديد من السنن التي يستحب للمسلم اتباعها عند الخروج لاستسقاءه، وسنذكر بعض هذه السنن فيما يلي:

  • صيام ثلاثة أيام قبل الخروج للصلاة.
  • اخرج للصلاة يوم الاثنين أو الجمعة.
  • الذهاب إلى الصحراء للصلاة.
  • الخروج حافي القدمين للصلاة.
  • رحيل الشيوخ والضعفاء والأطفال والنساء.
  • -إبعاد الكفار والمشركين عن مكان الصلاة.
  • وفي الصلاة فرقوا بين الصبيان والأطفال وأمهاتهم.
  • الاجتماع للصلاة وعدم الصلاة منفردا.
  • ويغير الإمام ثوبه وقلبه.
  • خطبة بعد الصلاة لتوعظ الناس.
  • -الإكثار والمبالغة في الذكر والتهليل والتكبير والدعاء.
  • وعندما يتوقف المطر نخرج للصلاة مرة أخرى.

انظر ايضا:

أين تصلي صلاة المطر؟

يتفق العلماء والفقهاء من المذاهب الفقهية الأربعة على أنه يستحب للمسلم أن يصلي صلاة الاستسقاء في الصحراء كصلاة العيد وغيرها، وأن الأحاديث النبوية المباركة قد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمكن أن يفعل ذلك عليه وسلم، خرج إلى الصحراء مع المسلمين ليصلي صلاة الاستسقاء، وهكذا بناء على وصية عبد الله بن زيد رضي الله عنه، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم. وأنزل عليه السلام يوم خرج ليسقي الماء. قال: فتولى للناس دبره، واستقبل القبلة بالدعاء، ثم حوّل رداءه ودعا لنا: «بعد يومين جهر بالقراءة». في الصحراء وليس في المسجد النبوي. ويستحب أداءها في الصحراء وليس في المسجد.

انظر ايضا:

قرار بشأن صلاة الاستسقاء

وعلى قول جمهور العلماء أن صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -. إذا أصاب الناس قحط، وجردت الأرض، ومنع المطر عن السماء، فيستحب أن يذهب الناس مع الإمام إلى المصلى أو إلى الساحة خارج البناء ليصلي ركعتين. معهم يصلي ويعطيهم خطبة المطر. ثم يرفع يده إلى السماء فيكثر من الدعاء بخشوع ودعاء. وقد أثبت العلماء سنة صلاة الاستسقاء بما رواه النبي صلى الله عليه وسلم، حيث عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم وسلم عليه، فخرج. فدعا المصلي بالماء واستقبل القبلة فصلى ركعتين وقلب ثوبه: ثم قال علي. وأخبرني المسعودي عن أبي بكر قال: وضع اليمنى على اليسرى، والله ورسوله أعلم.

انظر ايضا:

قرار ترك صلاة الاستسقاء

ولا حرج على المسلم أن يترك صلاة الاستسقاء لأنها سنة مؤكدة وليست واجبة على المسلم، ولكن إذا تركها خسر المسلم خيرا كثيرا لأنها عبادة وسبب للتوبة. مغفرة الذنوب ومحو الذنوب. أما ترك صلاة الاستسقاء من قبل جميع المسلمين فهذا لا يصح ولا يجوز، لأنهم تركوا شيئا جاءهم به النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد يظن البعض أنه يجب عليه ذلك. ترك صلاة الاستسقاء لأنهم أذناب، وهذا لا يصح، فإن كل سيئة تصيب العبد فهي من كسب يداه، لكن الاستسقاء من أسباب مغفرة الذنوب، فهل ينبغي تركه؟ ولن يتخلى الله ورسوله.

وبهذا نصل إلى خاتمة هذا المقال: شروط صلاة الاستسقاء، والذي قدم المعلومات اللازمة عن شروط وسنن هذه الصلاة، وبين تنظيمها ومشروعيتها في الدين الإسلامي الحنيف.